هل حقن العضل تفطر

هل حقن العضل تفطر

هل حقن العضل تفطر؟

مقدمة:

يعتبر الصيام من أهم العبادات في الإسلام، والذي يتطلب الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب. إلا أن هناك بعض الحالات التي يُستثنى فيها الصائم من هذا الواجب، منها المرض أو السفر أو الحمل أو الرضاعة. وتُعد حقن العضل من إحدى الطرق الشائعة لتناول الأدوية والعلاجات الطبية، والتي تُعطى في العادة في العضل، وليس في الوريد أو الجلد. فعندما يتم إعطاء الحقنة في العضل، فإنها يتم امتصاصها ببطء في مجرى الدم، مما يسمح للأدوية الموجودة فيها بالبقاء في الجسم لفترة أطول مقارنة بالحقن الأخرى. ولكن هل حقن العضل تفطر؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

حكم حقن العضل أثناء الصيام:

يُعد حقن العضل أثناء الصيام من الأمور الخلافية بين الفقهاء، حيث اختلفوا في حكمه على عدة أقوال:

جاء في فتوى صادرة عن دار الإفتاء المصرية، أنه يجوز للمريض أن يتناول حقن العضل أثناء صيامه، وذلك لأن الحقنة لا تُعد طعامًا ولا شرابًا، وإنما هي علاج يُعطى للمريض عن طريق العضل.

أما المذهب المالكي، فيرى أن حقن العضل تفطر الصائم، لأنها تُعد إيصالًا للسوائل إلى الجوف عن طريق غير الفم، وهذا يُعتبر من المفطرات.

ويرى المذهب الحنفي، أن حقن العضل لا تفطر الصائم، وذلك لأنها لا تُعد إيصالًا للسوائل إلى الجوف عن طريق الفم، وإنما هي تُعطى في العضل مباشرة.

أما المذهب الشافعي، فيرى أن حقن العضل تفطر الصائم، وذلك لأنها تُعد إيصالًا للسوائل إلى الجوف عن طريق غير الفم، وهذا يُعتبر من المفطرات.

وأخيرًا، فإن حقن العضل التي تُعطى عن طريق الوريد أو الجلد، فإنها تُعد مفطرة للصائم بالإجماع، وذلك لأنها تُعد إيصالًا للسوائل إلى الجوف عن طريق غير الفم.

حالات يُباح فيها حقن العضل أثناء الصيام:

يُباح حقن العضل أثناء الصيام في بعض الحالات التي يترتب عليها ضررًا بالغًا على المريض، مثل:

إذا كان المريض يعاني من مرض خطير أو مزمن، ويحتاج إلى حقن العضل بشكل مستمر من أجل العلاج.

إذا كان المريض يعاني من حالة طارئة، مثل إصابته بحادث أو نزيف حاد أو غير ذلك، ويحتاج إلى حقن العضل بشكل فوري من أجل إنقاذ حياته.

إذا كان المريض يعاني من حالة صحية خاصة، مثل الحمل أو الرضاعة أو غير ذلك، ويحتاج إلى حقن العضل من أجل الحفاظ على صحته وسلامته.

شروط جواز حقن العضل أثناء الصيام:

يجوز حقن العضل أثناء الصيام في الحالات الضرورية التي ذكرناها سابقًا، ولكن بشرط أن تتوفر الشروط التالية:

أن يكون المريض مضطرًا إلى أخذ حقن العضل، ولا يمكنه تأجيلها إلى ما بعد الإفطار.

أن تكون الحقنة ضرورية لعلاج مرض المريض أو الحفاظ على صحته وسلامته.

أن تكون الحقنة معقمة وخالية من أي شوائب أو ملوثات.

أن يقوم المريض بإخراج الحقنة من جسمه بعد الانتهاء من تناولها، وذلك عن طريق التبول أو الإخراج.

الآثار الجانبية لحقن العضل أثناء الصيام:

قد يُسبب حقن العضل أثناء الصيام بعض الآثار الجانبية، منها:

الشعور بالغثيان أو الدوار أو الصداع.

الشعور بالألم أو التورم في مكان الحقنة.

حدوث نزيف أو كدمة في مكان الحقنة.

الشعور بالخفقان أو تسارع ضربات القلب.

الشعور بالتعب أو الإرهاق.

نصائح لتجنب الآثار الجانبية لحقن العضل أثناء الصيام:

لتجنب الآثار الجانبية لحقن العضل أثناء الصيام، يُنصح باتباع النصائح التالية:

شرب الكثير من الماء قبل وبعد الحقنة.

أخذ قسط كافٍ من الراحة بعد الحقنة.

تجنب القيام بأي نشاط بدني شاق بعد الحقنة.

تناول الأدوية التي وصفها الطبيب لتخفيف الآثار الجانبية للحقنة.

الخلاصة:

في الختام، فإن حقن العضل أثناء الصيام يُعد من الأمور الخلافية بين الفقهاء، حيث اختلفوا في حكمه على عدة أقوال. إلا أن جمهور الفقهاء يرى أن حقن العضل تفطر الصائم، وذلك لأنها تُعد إيصالًا للسوائل إلى الجوف عن طريق غير الفم. ولكن يجوز حقن العضل أثناء الصيام في الحالات الضرورية التي ذكرناها سابقًا، بشرط أن تتوفر الشروط التي ذكرناها أيضًا. ويُنصح باتباع النصائح التي ذكرناها لتجنب الآثار الجانبية لحقن العضل أثناء الصيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *