هل خان تحسين باشا السلطان عبد الحميد

هل خان تحسين باشا السلطان عبد الحميد

هل خان تحسين باشا السلطان عبد الحميد؟

مقدمة:

في ظل السلطنة العثمانية، وبعد فترة طويلة من النظام العقلاني، بدأت الصحافة في الدولة بالانتشار وتهديد السلطة الحاكمة، مما أدى إلى فرض رقابة صارمة على الصحف والجرائد، وكان تحسين باشا أحد أشهر صحفيي وأدباء تلك الحقبة، ومن أكبر الداعمين للسلطان عبد الحميد الثاني، لكن في وقت لاحق عارض السلطان وتعرض للسجن والنفي، الأمر الذي أثار الكثير من التكهنات حول حقيقة ولاء تحسين باشا للسلطان عبد الحميد.

1. الرقابة على الصحافة في عهد عبد الحميد الثاني:

عندما تولى عبد الحميد العرش في عام 1876، وضع رقابة صارمة على الصحافة، وحظر العديد من الجرائد والمجلات، مما أثار غضب الكثيرين من الصحفيين والمثقفين.

كما أنشأ السلطان هيئة رقابة خاصة لتراقب ما ينشر في الصحف والجرائد، ومنع أي شيء يعتبره مسيئًا له أو للحكومة.

وظلت الرقابة على الصحافة في عهد عبد الحميد الثاني حتى عام 1908، عندما أجبرت الثورة الدستورية السلطان على تخفيف القيود المفروضة على حرية الصحافة.

2. تحسين باشا والسلطان عبد الحميد:

كان تحسين باشا من أوائل الصحفيين الذين دعموا عبد الحميد الثاني عندما تولى العرش، وكان يعتبره منقذًا للدولة العثمانية.

كما ألف تحسين باشا العديد من الكتب والمقالات التي تمجد عبد الحميد وتدافع عن سياساته، الأمر الذي جعله مقربًا من السلطان.

لكن في وقت لاحق، بدأ تحسين باشا في انتقاد عبد الحميد بسبب سياساته الاستبدادية ورقابته الصارمة على الصحافة، مما أدى إلى تدهور علاقتهما.

3. إعدام تحسين باشا:

كانت قضية إعدام تحسين باشا في عام 1880 حدثًا مثيرًا للجدل، حيث اتهم بالخيانة والعمل لصالح القوى الأجنبية.

وتمت محاكمة تحسين باشا وإدانته بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم فيه في عام 1880، وذلك بسبب معارضته للسلطان عبد الحميد الثاني.

لكن هناك بعض المؤرخين الذين يعتقدون أن تحسين باشا لم يكن مذنباً بالخيانة، وأن إعدامه كان بمثابة تحذير للصحفيين الآخرين الذين تجرأوا على انتقاد السلطان.

4. تحسين باشا والحركة الدستورية:

كان تحسين باشا من أبرز الداعمين للحركة الدستورية التي انطلقت في عام 1908، وكان يأمل في أن تؤدي إلى الإطاحة بحكم عبد الحميد الثاني وإقامة حكومة دستورية.

كما شارك تحسين باشا في تأسيس جمعية الاتحاد والترقي، التي كانت من أبرز القوى المحركة للحركة الدستورية.

ونجحت الحركة الدستورية في الإطاحة بعبد الحميد الثاني في عام 1909، وتم إعلان الدستور العثماني الذي وضع حداً للحكم الاستبدادي للسلطان.

5. تحسين باشا بعد الإطاحة بعبد الحميد:

بعد الإطاحة بعبد الحميد الثاني، عاد تحسين باشا من المنفى واستأنف عمله الصحفي، وأسس صحيفة جديدة باسم “المصباح”.

كما شارك تحسين باشا في الحياة السياسية، وانتخب عضواً في البرلمان العثماني عن ولاية أدرنة.

وتوفي تحسين باشا في عام 1913، بعد أن ترك خلفه إرثًا كبيرًا من العمل الصحفي والسياسي.

6. تحسين باشا وتاريخ الصحافة العثمانية:

يعتبر تحسين باشا من أهم الصحفيين في تاريخ الدولة العثمانية، حيث كان من أوائل الذين دافعوا عن حرية الصحافة وعارضوا الرقابة التي فرضها السلطان عبد الحميد الثاني.

كما كان تحسين باشا من أبرز الداعمين للحركة الدستورية التي أدت إلى الإطاحة بعبد الحميد الثاني وإقامة حكومة دستورية.

وترك تحسين باشا وراءه إرثًا كبيرًا من العمل الصحفي والسياسي، ولا يزال اسمه يذكر حتى اليوم باعتباره أحد رواد الصحافة العربية.

7. تقييم دور تحسين باشا:

كان تحسين باشا شخصية مثيرة للجدل، واختلفت الآراء حول ما إذا كان خائنًا أم بطلاً.

لكن مهما كان رأي المرء في تحسين باشا، فلا شك أنه كان شخصية مهمة في تاريخ الدولة العثمانية، وأن له دورًا كبيرًا في تطوير الصحافة والسياسة في الدولة.

الخاتمة:

يمكن القول أن تحسين باشا كان من الشخصيات المهمة في تاريخ الدولة العثمانية، حيث كان صحفيًا وسياسيًا بارزًا، وكان له دور كبير في دعم السلطان عبد الحميد الثاني في البداية، لكن بعد ذلك أصبح من أشد المعارضين له، مما أدى إلى إعدامه في عام 1880. لكنه عاد من المنفى بعد الإطاحة بعبد الحميد الثاني، واستأنف عمله الصحفي والسياسي، وتوفي في عام 1913، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من العمل الصحفي والسياسي.

أضف تعليق