مقدمة:
زيت القطران هو مادة سميكة ولزجة ذات لون أسود أو بني غامق، يستخرج من قطران الفحم أو قطران الخشب، وقد استخدم زيت القطران لأغراض طبية وللتحنيط في مصر القديمة، كما استخدم أيضًا في صناعة مواد العزل المائي وفي رش الطرق، لكن في الآونة الأخيرة أثار الجدل حول ما إذا كان زيت القطران يسبب السرطان أم لا، لذا دعونا نستكشف الأدلة العلمية المتوفرة في هذا الصدد.
1. التركيب الكيميائي لزيت القطران:
يتكون زيت القطران من مزيج معقد من المركبات العضوية، بما في ذلك الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs)، والتي تعتبر مركبات مسرطنة معروفة، كما يحتوي زيت القطران أيضًا على مركبات أخرى مثل الفينولات والكبريتات والمركبات الحلقية غير المتجانسة.
2. الدراسات التي أجريت على الحيوانات:
أجريت العديد من الدراسات على الحيوانات لتقييم التأثيرات المسرطنة لزيت القطران، حيث أظهرت النتائج أن تعرض الحيوانات لزيت القطران يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان الجلد والسرطان الرئوي وسرطان الكبد.
3. الدراسات الوبائية البشرية:
أجريت أيضًا عدد من الدراسات الوبائية البشرية لتقييم العلاقة بين التعرض لزيت القطران والإصابة بالسرطان، وقد أظهرت بعض الدراسات أن العمال الذين تعرضوا لزيت القطران في أثناء عملهم لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الجلد وسرطان الرئة.
4. آليات التأثير المسرطن:
هناك عدة آليات مختلفة قد تفسر الطريقة التي يؤثر بها زيت القطران على الخلايا ويسبب السرطان، ومن هذه الآليات ما يلي:
– ضرر الحمض النووي: يمكن لمركبات الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs) وغيرها من المركبات الموجودة في زيت القطران أن تلحق الضرر بالحمض النووي للخلايا، مما قد يؤدي إلى طفرات جينية وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
– الإجهاد التأكسدي: يمكن أن يؤدي التعرض لزيت القطران إلى زيادة الإجهاد التأكسدي في الخلايا، مما قد يؤدي إلى تلف الخلايا وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
– الالتهاب المزمن: يمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد لزيت القطران إلى حدوث التهاب مزمن، والذي يعتبر عامل خطر معروف للإصابة بالسرطان.
5. اللوائح والقيود على استخدام زيت القطران:
نظرًا للأدلة العلمية المتزايدة التي تشير إلى المخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض لزيت القطران، فقد تم وضع العديد من اللوائح والقيود على استخدام زيت القطران في العديد من البلدان، فعلى سبيل المثال، صنفت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) زيت القطران على أنه مادة مسرطنة محتملة للإنسان، كما حظرت بعض البلدان استخدام زيت القطران في منتجات الاستهلاك بسبب مخاطره الصحية.
6. الوقاية من التعرض لزيت القطران:
إذا كنت تعمل في بيئة قد تتعرض فيها لزيت القطران، فهناك عدد من الخطوات التي يمكنك اتخاذها لحماية نفسك، ومن هذه الخطوات ما يلي:
– ارتداء معدات الوقاية الشخصية المناسبة، بما في ذلك القفازات والنظارات الواقية والملابس الواقية.
– تجنب ملامسة زيت القطران للجلد أو العينين.
– الحفاظ على نظافة مكان العمل وتجنب تراكم زيت القطران على الأسطح.
– اتباع الإرشادات الخاصة بالتخلص الآمن من زيت القطران.
7. الخاتمة:
تظهر الأدلة العلمية المتوفرة أن زيت القطران يحتوي على مركبات مسرطنة معروفة، وأن التعرض لزيت القطران يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان عند البشر والحيوانات، لذا يجب اتخاذ تدابير الوقاية المناسبة لتجنب التعرض لزيت القطران في أماكن العمل والبيئة العامة.