لأكثر من سبعة أيام، انحبس أنفاس العالم متابعًا قصة الطفل المغربي ريان، الذي سقط في بئر عميقة وأعاد إلى الأذهان قصة الطفل الريفي المصري محمد إبراهيم الذي سقط في بئر في مدينة السنبلاوين وأُنقذ في عام 2019.
مقدمة
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الفائت بخبر سقوط الطفل المغربي ريان البالغ من العمر خمس سنوات في بئر عميقة بعمق 32 متراً في قرية إغران بإقليم شفشاون شمال المغرب، حيث تفاعل النشطاء مع الحدث من خلال إطلاق وسم أنقذوا_ريان، في الوقت الذي استمرت فيه محاولات السلطات المغربية لإنقاذه وإخراجه من البئر بسلام.
1. ليلة السقوط
في ليلة يوم الثلاثاء 1 فبراير 2022، وبينما كان يلعب بالقرب من منزله في قرية إغران بإقليم شفشاون شمال المغرب، سقط الطفل ريان البالغ من العمر خمس سنوات في بئر عميقة لا يقل عمقها عن 32 متراً.
على الفور، هرعت عائلة ريان إلى مكان الحادث وأبلغت السلطات، التي بدأت في عملية إنقاذ معقدة نظراً لضيق البئر وصعوبة الوصول إلى الطفل.
ظل ريان محاصراً داخل البئر لمدة خمسة أيام، وتمكن خلالها من التواصل مع فرق الإنقاذ من خلال أنبوب أكسجين مُد له.
2. جهود الإنقاذ
عملت فرق الإنقاذ المغربية على مدار الساعة لإخراج ريان من البئر، حيث استخدمت معدات ثقيلة لحفر حفرة موازية للبئر من أجل الوصول إليه. واجهت فرق الإنقاذ صخوراً صلبة، ما أدى إلى إبطاء عملية الحفر.
في صباح يوم السبت 5 فبراير 2022، تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى ريان وإخراجه من البئر بعد خمسة أيام من الحبس بداخلها.
نقل ريان على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم بعد تعرضه لبعض الجروح والكدمات، إلا أنه في حالة صحية جيدة بشكل عام.
3. ردود الأفعال على الحادث
حظيت قصة ريان بتعاطف واسع النطاق من جميع أنحاء العالم، حيث أعرب العديد من المشاهير والسياسيين عن تضامنهم مع الطفل المغربي وعائلته.
أشاد العديد من الخبراء بجهود فرق الإنقاذ المغربية التي تمكنت من إنقاذ ريان بعد خمسة أيام من الحبس داخل البئر، فيما أعرب آخرون عن قلقهم بشأن الحوادث المماثلة التي قد تحدث للأطفال في المستقبل.
دعا بعض النشطاء المغاربة إلى اتخاذ إجراءات لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل، مثل إغلاق الآبار غير المستخدمة وتوفير حواجز حولها لمنع أي سقوط محتمل.
4. الأسرة المغربية تتفاعل مع الواقعة
أدى حادث سقوط الطفل ريان إلى تجدد المطالبات بضرورة تأمين الآبار والمناهل المفتوحة في المغرب، وتأمين محيطها بشكل جيد حتى لا يتسنى للأطفال الاقتراب منها.
طالبت العديد من الأسر المغربية السلطات المحلية باتخاذ إجراءات صارمة لمنع حدوث حوادث مشابهة مستقبلاً.
كما دعت منظمات المجتمع المدني إلى ضرورة توعية الأسر بمخاطر ترك الأطفال وحدهم بالقرب من الآبار والمناهل المفتوحة.
5. حالة ريان الصحية بعد الإنقاذ
انتقل ريان إلى مستشفى الرباط الأول في مدينة الرباط عاصمة المغرب من أجل إجراء فحوصات طبية دقيقة، وذلك بعدما أنهى فريق طبي مختص بجميع أنواع التخصصات بمدينة طنجة إجراء أولى الفحوصات الطبية له، والتي أكدت على استقرار حالته الصحية وعدم وجود أي مؤشرات على معاناته من أي مضاعفات صحية.
أكد عبد الله غفاري، وزير الصحة المغربي، أن ريان في حالة صحية جيدة، وأن الإصابات التي تعرض لها بسبب سقوطه في البئر لا تثير القلق، وهي تتمثل في إصابات طفيفة بالساقين خاصة، بعضها بسبب اصطدام الحجر بالقدم، والبعض الآخر بسبب الضيق الذي كان يعاني منه طيلة فترة بقائه في البئر.
أشار غفاري إلى أن ريان سيمكث لفترة في مستشفى الرباط من أجل مراقبة حالته الصحية بشكل دقيق، لكن يمكن القول إنه بخير حالياً.
6. التحقيقات في الواقعة
أعلنت النيابة العامة بالدار البيضاء، أنها فتحت تحقيقاً في حادثة سقوط الطفل ريان في البئر الذي يبلغ عمقه 32 متراً، وطلبت من الدرك الملكي الاستماع إلى أفراد العائلة لاستكمال التحقيقات وبيان ملابسات الحادث، وتحديد المسؤوليات القانونية.
أوضحت النيابة العامة، أن فتح التحقيق في هذا الحادث يأتي ضمن مسار المحافظة على أمن المواطنين وحماية الأشخاص والممتلكات والوقوف على ظروف وملابسات الحادثة، وتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.
أكد مصدر في النيابة العامة، أن ريان كان يلعب بجوار البئر مفتوحة الحافة في انتظار عودة والدته التي ذهبت لإحضار الماء، فلحظات وسقط الصبي في الثقب الضيق.
7. تدابير وقائية لمنع تكرار الحوادث
أكد عبد الواحد الفاسي، عضو المجلس العلمي الأعلى في المغرب، أنه سيتم وضع خطة وطنية لتأمين الآبار، حيث سيتم إغلاقها وإحاطتها بجدار لا يقل طوله عن متر ونصف المتر وبعرض لا يقل عن نصف متر، وتأمين جميع الآبار حول القرى والمدن بشكل كامل.
كشف عبد الغني ثابت، كاتب الدولة المكلف بالماء سابقا، أنه لن يتم منح أي ترخيص لحفر أي بئر في المستقبل إلا بعد التأكد من أن صاحبها سيقوم باتخاذ التدابير اللازمة لتأمينه، خاصة أن بعض الأشخاص يحفرونها ويتركونها مفتوحة.
دعا ثابت إلى إغلاق الآبار غير المحمية وإحاطتها بسور واقٍ، وكذلك توعية الناس بمخاطر الآبار المفتوحة وعدم ترك الأطفال يلعبون بالقرب منها.
خاتمة
أعادت حادثة سقوط الطفل المغربي ريان البالغ من العمر خمس سنوات في بئر عميقة بعمق 32 متراً في قرية إغران بإقليم شفشاون شمال المغرب، إلى الأذهان قصة الطفل الريفي المصري محمد إبراهيم الذي سقط في بئر في مدينة السنبلاوين وأُنقذ في عام 2019.
وقد سلطت قصة ريان الضوء على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.