هل قص الأظافر يبطل الوضوء

هل قص الأظافر يبطل الوضوء

الوضوء

يعتبر الوضوء من أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يتقنها ويتمها على الوجه الصحيح، فهو شرط لصحة الصلاة ولغيرها من العبادات الأخرى التي يشترط فيها الطهارة، وللوضوء ركنين هما النية وغسل الأعضاء الستة المعروفة، وهناك أمور أخرى تبطل الوضوء ويجب على المكلف أن يتجنبها حتى يظل وضوؤه صحيحًا.

هل قص الأظافر يبطل الوضوء؟

اختلف العلماء في حكم قص الأظافر وبطلانه للوضوء إلى رأيين:

الرأي الأول: جمهور الفقهاء ومنهم الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، يرون أن قص الأظافر لا يبطل الوضوء، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1. أن قص الأظافر ليس من النواقض المذكورة في الكتاب والسنة، فلا يجوز إبطال الوضوء به إلا بدليل صحيح.

2. أن قص الأظافر لا يزيل الماء عن البشرة، وبالتالي لا ينتقض به الوضوء.

3. أن قص الأظافر من الأمور المباحة التي لا ينبغي أن تكون سببًا في إبطال الوضوء.

الرأي الثاني: بعض الفقهاء ومنهم الشيعة، يرون أن قص الأظافر يبطل الوضوء، واستدلوا على ذلك بما يلي:

1. أن قص الأظافر يزيل جزءًا من البشرة، وبالتالي يبطل الوضوء.

2. أن قص الأظافر من الأمور المستقذرة التي ينبغي أن تكون سببًا في إبطال الوضوء.

الأدلة من السنة النبوية

1. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص أظفاره وهو على وضوء” (رواه أبو داود والنسائي).

2. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص أظفاره وهو متوضئ” (رواه البخاري).

3. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص أظفاره وهو متوضئ” (رواه مسلم).

الأدلة من أقوال الصحابة والتابعين

1. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من السبيلين أو مس فرج أو غائط أو بول أو دم أو قيء أو ريح” (رواه الدارقطني).

2. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: “لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من السبيلين أو مس فرج أو غائط أو بول أو دم أو قيء أو ريح” (رواه الطحاوي).

3. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من السبيلين أو مس فرج أو غائط أو بول أو دم أو قيء أو ريح” (رواه البيهقي).

الأدلة من القياس

1. أن قص الأظافر يشبه غسل الأعضاء الستة التي يجب غسلها في الوضوء، ولا يبطل الوضوء بغسل الأعضاء الستة، فلا يصح أن يبطل الوضوء بقص الأظافر.

2. أن قص الأظافر لا يزيل الماء عن البشرة، ولا يغير صفتها، وبالتالي لا يصح أن يبطل الوضوء.

3. أن قص الأظافر من الأمور المباحة التي لا ينبغي أن تكون سببًا في إبطال الوضوء.

الخلاصة

أن قص الأظافر لا يبطل الوضوء، وهذا هو مذهب جمهور الفقهاء، وهو الرأي الراجح، وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، والأدلة على ذلك كثيرة ومتنوعة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين والقياس.

أضف تعليق