هل كثرة الديون غضب من الله

هل كثرة الديون غضب من الله

هل كثرة الديون غضب من الله

المقدمة:

إنَّ الدَّيْنَ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تُثْقِلُ كاهِلَ المُسْلِمِ، وتَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادَتِهِ وَرِضَا رَبِّهِ؛ فَكَثْرَتُهُ تَجْعَلُهُ عَبْدًا لِلنَّاسِ، وتَحْتَ سُلْطَتِهِمْ، وتُؤدِّي بِهِ إِلَى الْهَمِّ وَالْغَمِّ وَالْحُزْنِ.

الفقرة الأولى: الدَّيْنُ فِي قَبْلِ الإسلام:

– لمْ يَكُنِ الدَّيْنُ فِي قَبْلِ الإِسْلَامِ مُنْظَّمًا بِشَكْلٍ جيِّدٍ، وَكَانَ الْمُدِينوْنَ يَتعرَّضُونَ لِكَثِيرٍ مِنَ الظُّلْمِ وَالْقَهْرِ.

– كَانَ يَتِمُّ سَجْنُ الْمُدِينِ وَتَعْذِيبُهُ حَتَّى يَسْتَطِيعَ سَدَادَ دَيْنِهِ، وَكَانَ يُمْكِنُ لِلدَّائِنِ أَنْ يَسْتَعْبِدَ مُدِينَهُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ سَدَادَ دَيْنِهِ.

– أَدَّى ذَلِكَ إِلَى فُقْرٍ وَبِئْسٍ شَدِيدَيْنِ بَيْنَ النَّاسِ، وَأَدَّى إِلَى كَثْرَةِ الْجَرَائِمِ الَّتِي تُرْتَكَبُ مِنْ أَجْلِ سَدَادِ الدُّيُونِ.

الفقرة الثانية: الإِسْلَامُ وَالدَّيْن:

– جاءَ الإِسْلَامُ وَعَمِلَ عَلَى تَنْظِيمِ الدَّيْنِ وَحِمَايَةِ حُقُوقِ الْمُدِينِ وَالدَّائِنِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.

– فَقَدْ أَوْصَى الإِسْلَامُ بِتَحَرِّي الْحِلَالِ وَالْحَرَامِ فِي الْمُعَامَلَاتِ الْمَالِيَّةِ، وَنَهَى عَنِ الْرِّبَا وَالْغَشِّ وَالتَّدْلِيسِ.

– وأَكَّدَ الإِسْلَامُ عَلَى وَاجِبِ سَدَادِ الدُّيُونِ فِي وَقْتِهَا، وَعَدَّ التَّأْخِيرَ فِي سَدَادِهَا ذَنْبًا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْمُدِينُ.

الفقرة الثالثة: غَضَبُ اللهِ مِنْ كَثْرَةِ الدُّيُونِ:

– كَثْرَةُ الدُّيُونِ مِنَ الأُمُورِ الَّتِي تُغْضِبُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَحُولُ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرِضَاهُ.

– فَقَدْ رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: “قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيَّاكُمْ وَالدَّيْنَ فَإِنَّهُ هَمٌّ بِاللَّيْلِ وَذِلَّةٌ بِالنَّهَارِ”.

– وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: “قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ نَامَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ لَمْ يُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ”.

الفقرة الرابعة: الآثار السَّلْبِيَّة للديون:

– كَثْرَةُ الدُّيُونِ تُحَدِثُ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ الآثَارِ السَّلْبِيَّةِ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ.

– مِنْ هَذِهِ الآثَارِ: الْهَمُّ وَالْغَمُّ وَالْحُزْنُ، وَالرَّهْنُ وَالْحَبْسُ، وَالإِفْلَاسُ وَالْفَقْرُ، وَالْهَجْرُ وَالْعُزْلَةُ، وَالتَّوَتُّرُ وَالْقَلَقُ النَّفْسِيُّ، وَالْإِصَابَةِ بِالْأَمْرَاضِ وَالْعِلَلِ.

– فَالْمُدِينُ يَكُونُ فِي حَالَةٍ مِنَ الْضِّيقِ وَالْبَعْدِ عَنْ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَتَعَبَّدَ لَهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ.

الفقرة الخامسة: علاج الديون:

– لِعَلاَجِ الدُّيُونِ عَدَدٌ مِنَ الطُّرُقِ الَّتِي يُمْكِنُ الْعَمَلُ بِهَا.

– مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ: التَّقَرُّبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالتَّوْبَةِ وَالْإِسْتِغْفَارِ وَالصَّدَقَةِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى النَّاسِ، وَدَعَاءُ اللهِ دُعَاءً خَاشِعًا مُلِحًّا بِقَضَاءِ الدَّيْنِ.

– وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُكَثِرَ الْمُدِينُ مِنَ النَّفَلَاتِ، وَيُكَثِرَ مِنَ الصَّلَوَاتِ الَّتِي يَدْعُو فِيهَا بِقَضَاءِ الدَّيْنِ.

الفقرة السادسة: الوقاية من الديون:

– لِوِقَايَةِ النَّفْسِ مِنَ الدُّيُونِ عَدَدٌ مِنَ الإِجْرَاءَاتِ الَّتِي يُمْكِنُ الْعَمَلُ بِهَا.

– مِنْ هَذِهِ الإِجْرَاءَاتِ: الِانْتِبَاهُ إِلَى مُصْرِفَاتِكَ وَالْحِرْصُ عَلَى أَنْ لاَ تَتَجَاوَزَ مُصْرِفَاتُكَ مُدْخُولَاتِكَ، وَالْحِرْصُ عَلَى أَنْ تَكُونَ مُصْرِفَاتُكَ فِي حُدُودِ الضَّرُورَةِ وَال

أضف تعليق