هل مرض البهاق وراثي

البهاق هو اضطراب جلدي طويل الأمد يتميز بفقدان جزئي أو كامل لصبغة الجلد (الميلانين) في مناطق معينة منه. ناقش هذا المقال دور الوراثة والإمكانية الوراثية في مرض البهاق.

المقدمة:

البهاق هو حالة جلدية غير معدية تتميز بفقدان تصبغ الجلد. يمكن أن يؤثر البهاق على أي جزء من الجسم، لكنه شائع بشكل خاص في المناطق المعرضة للشمس، مثل الوجه واليدين والذراعين. يتسبب البهاق في ظهور بقع بيضاء أو فاتحة على الجلد، والتي يمكن أن تكون صغيرة أو كبيرة أو منتشرة على نطاق واسع.

صلة الوراثة بالبهاق:

العلاقة بين الوراثة والبهاق معقدة ومتعددة الجينات. تم تحديد العديد من الجينات المرتبطة بالإصابة بالبهاق، وقد وجدت الدراسات وجود صلة قوية بين العوامل الوراثية والإصابة بالبهاق. على وجه التحديد، وجدت الدراسات أن الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالبهاق هم أكثر عرضة لتطوير هذه الحالة. ومع ذلك، لم يتم تحديد نمط وراثة واحد للبهاق، مما يشير إلى أن التعبير عن المرض قد يتأثر بعدة عوامل وراثية وبيئية.

أنواع البهاق:

هناك عدة أنواع من البهاق، وتشمل:

البهاق غير القطعي (Non-segmental vitiligo): هذا النوع الأكثر شيوعًا من البهاق، ويسبب بقع بيضاء متناظرة على جانبي الجسم.

البهاق القطعي (Segmental vitiligo): هذا النوع أقل شيوعًا من البهاق، ويسبب بقع بيضاء تقتصر على جانب واحد من الجسم.

البهاق الشامل (Universal vitiligo): هذا النوع النادر من البهاق يؤدي إلى فقدان كامل لتصبغ الجلد.

العوامل البيئية في البهاق:

بالإضافة إلى العوامل الوراثية، يمكن أن تلعب العوامل البيئية أيضًا دورًا في تطور البهاق. تشمل العوامل البيئية المحتملة:

التعرض لأشعة الشمس : التعرض المفرط لأشعة الشمس قد يفاقم البهاق لدى بعض الأفراد.

التوتر : يمكن أن يؤدي التوتر إلى تغييرات في جهاز المناعة، مما قد يؤدي إلى تفاقم البهاق.

بعض الأدوية : يمكن لبعض الأدوية، مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)، أن تسبب البهاق أو تفاقمه.

أسباب البهاق مجهولة

لم يتم تحديد الأسباب الدقيقة للبهاق بشكل كامل. ومع ذلك، هناك عدد من النظريات التي تحاول تفسير حدوث البهاق، منها:

النظرية المناعية : تقترح هذه النظرية أن البهاق هو مرض مناعي ذاتي، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الخلايا الصبغية في الجلد وتدميرها.

نظرية التوتر التأكسدي : تقترح هذه النظرية أن البهاق ناتج عن تراكم الجذور الحرة في الجلد، مما يؤدي إلى إتلاف الخلايا الصبغية.

نظرية العوامل البيئية : تقترح هذه النظرية أن العوامل البيئية، مثل التعرض لأشعة الشمس أو بعض المواد الكيميائية، يمكن أن تؤدي إلى تدمير الخلايا الصبغية في الجلد.

خيارات العلاج لمرض البهاق:

لا يوجد علاج شافٍ للبهاق، لكن هناك مجموعة من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد في إدارة المرض والتقليل من أعراضه، منها:

العلاج الضوئي (Phototherapy): يستخدم هذا العلاج الأشعة فوق البنفسجية لزيادة تصبغ الجلد.

الأدوية : قد تستخدم بعض الأدوية، مثل مثبطات الكالسينيورين أو الكورتيكوستيرويدات الموضعية، لعلاج البهاق.

جراحة زراعة الجلد (Skin grafting): يمكن استخدام جراحة زراعة الجلد لنقل الجلد السليم من منطقة أخرى من الجسم إلى المناطق المصابة بالبهاق.

خاتمة:

البهاق هو اضطراب جلدي طويل الأمد يتميز بفقدان جزئي أو كامل لصبغة الجلد (الميلانين) في مناطق معينة منه. العلاقة بين الوراثة والبهاق معقدة ومتعددة الجينات، وقد وجدت الدراسات وجود صلة قوية بين العوامل الوراثية والإصابة بالبهاق. بالإضافة إلى العوامل الوراثية، يمكن أن تلعب العوامل البيئية أيضًا دورًا في تطور البهاق. لا يوجد علاج شافٍ للبهاق، ولكن هناك مجموعة من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد في إدارة المرض والتقليل من أعراضه.