هل مرض هاشيموتو يمنع الحمل

هل مرض هاشيموتو يمنع الحمل

الصفحة الرئيسية» الصحة و التغذية» هَل مرض هاشيموتو يُعَرقل الحمل؟

مقدمة:

مرض هاشيموتو هو مرض من أمراض المناعة الذاتية الذي يؤدي إلى التهاب الغدة الدرقية وتلفها. يمكن أن يؤثر هذا المرض على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، مما قد يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية بما في ذلك صعوبة الحمل. في هذا المقال، سنسلط الضوء على علاقة مرض هاشيموتو بالحمل ونناقش كيفية إدارة هذه العلاقة لتحقيق نتائج الحمل المرجوة.

1. فهم مرض هاشيموتو:

• ما هو مرض هاشيموتو؟

مرض هاشيموتو هو مرض من أمراض المناعة الذاتية المزمنة التي تستهدف الغدة الدرقية وهي غدة صغيرة تقع في الجزء الأمامي من الرقبة. يسبب هذا المرض مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية مما يؤدي إلى التهابها وتلفها التدريجي.

• أعراض مرض هاشيموتو:

قد لا تظهر أي أعراض على المصابين بمرض هاشيموتو في المراحل المبكرة، ولكن مع تقدم المرض قد تظهر أعراض مثل التعب والإرهاق، زيادة الوزن، جفاف الجلد، هشاشة الشعر والأظافر، الإمساك، بالإضافة إلى اضطرابات في الدورة الشهرية عند النساء.

• تشخيص مرض هاشيموتو:

يتم تشخيص مرض هاشيموتو من خلال فحص الدم الذي يقيس مستويات هرمونات الغدة الدرقية والأجسام المضادة المرتبطة بالمرض. قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية على الغدة الدرقية لتقييم حجمها وسلامة نسيجها.

2. تأثير مرض هاشيموتو على الحمل:

• مخاطر الحمل لدى المصابات بمرض هاشيموتو:

تواجه النساء المصابات بمرض هاشيموتو مجموعة من المخاطر المتعلقة بالحمل، بما في ذلك خطر الإجهاض المبكر، ولادة طفل منخفض الوزن، وانفصال المشيمة المبكر، بالإضافة إلى خطر الإصابة بتسمم الحمل ومضاعفاته الخطيرة.

• أسباب زيادة المخاطر:

يرتبطت زيادة المخاطر المرتبطة بالحمل لدى المصابات بمرض هاشيموتو بعدم كفاية إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، والتي تلعب دورًا مهمًا في نمو وتطور الجنين. قد يؤدي نقص هذه الهرمونات إلى اضطرابات في التوازن الهرموني للجسم، مما قد يؤثر سلبًا على صحة الأم والجنين.

• أهمية الفحص المبكر:

يعتبر الكشف المبكر عن مرض هاشيموتو وتلقّي العلاج المناسب قبل الحمل أمرًا أساسيًا لتقليل مخاطر الحمل المرتبطة بالمرض. يمكن للطبيب المتخصص تحديد الجرعة المناسبة من هرمونات الغدة الدرقية البديلة للمساعدة في تحقيق المستويات المثالية لهذه الهرمونات في الجسم، مما يساهم في تحسين فرص الحمل وسلامة الأم والجنين.

3. إدارة مرض هاشيموتو أثناء الحمل:

• متابعة مستويات هرمونات الغدة الدرقية:

خلال فترة الحمل، تحتاج النساء المصابات بمرض هاشيموتو إلى متابعة مستويات هرمونات الغدة الدرقية بانتظام للتأكد من أنها ضمن النطاق الطبيعي. قد يطلب الطبيب تعديل جرعة هرمونات الغدة الدرقية البديلة التي تتناولها المريضة حسب الحاجة لتلبية متطلبات الحمل المتزايدة.

• مراقبة صحة الجنين:

من المهم مراقبة صحة الجنين عن كثب خلال فترة الحمل لدى النساء المصابات بمرض هاشيموتو. قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات إضافية مثل الموجات فوق الصوتية التفصيلية والتقييمات القلبية للجنين لضمان نموه الطبيعي وسلامته.

• التواصل مع الطبيب:

يجب على النساء المصابات بمرض هاشيموتو الحوامل التواصل مع أطبائهم بانتظام لمناقشة أي تغييرات في الأعراض أو المخاوف التي قد تطرأ خلال فترة الحمل. يمكن للطبيب تقديم الدعم الطبي اللازم وإجراء التعديلات العلاجية المناسبة حسب الحاجة لحماية صحة الأم والجنين.

4. الحمل مع مرض هاشيموتو الغير معالج:

• نقص هرمون الغدة الدرقية:

يمكن أن يؤدي عدم علاج مرض هاشيموتو أثناء الحمل إلى نقص هرمونات الغدة الدرقية، مما قد يؤثر سلبًا على نمو وتطور الجنين. قد يعاني الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بمرض هاشيموتو الغير معالج من مشاكل في النمو العقلي والجسدي، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة باضطرابات في الجهاز العصبي.

• زيادة مخاطر الإجهاض:

ترتبط الإصابة بمرض هاشيموتو الغير معالج بزيادة خطر الإجهاض المبكر. قد يؤدي نقص هرمونات الغدة الدرقية إلى اضطرابات في التوازن الهرموني للجسم، مما قد يؤثر على عملية زرع الجنين وإمداده بالعناصر الغذائية اللازمة لنموه.

• ارتفاع ضغط الدم:

تواجه النساء المصابات بمرض هاشيموتو الغير معالج خطرًا متزايدًا للإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل. يمكن أن يؤدي نقص هرمونات الغدة الدرقية إلى اضطرابات في تنظيم ضغط الدم، مما قد يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل ومضاعفاته الخطيرة مثل النوبات والفشل الكلوي.

5. علاج مرض هاشيموتو قبل الحمل:

• أهمية العلاج قبل الحمل:

يُنصح النساء المصابات بمرض هاشيموتو بالتخطيط للعلاج قبل الحمل لتقليل مخاطر الحمل المرتبطة بالمرض. يمكن للطبيب المتخصص تحديد الجرعة المناسبة من هرمونات الغدة الدرقية البديلة للمساعدة في تحقيق المستويات المثالية لهذه الهرمونات في الجسم، مما يساهم في تحسين فرص الحمل وسلامة الأم والجنين.

• مدة العلاج:

قد يختلف وقت العلاج اللازم قبل الحمل من امرأة إلى أخرى بناءً على شدة المرض ومستويات هرمونات الغدة الدرقية. قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات منتظمة لمتابعة مستويات الهرمونات وتعديل الجرعة العلاجية حسب الحاجة حتى تصل إلى المستويات المثالية قبل الحمل.

• متابعة الحمل:

بمجرد حدوث الحمل، يجب على النساء المصابات بمرض هاشيموتو مواصلة متابعة مستويات هرمونات الغدة الدرقية بانتظام والتواصل مع الطبيب لمراقبة صحة الأم والجنين خلال فترة الحمل. قد يحتاج الطبيب إلى تعديل الجرعة العلاجية حسب الحاجة لتلبية متطلبات الحمل المتزايدة وضمان سلامة الأم والجنين.

6. نصائح للنساء المصابات بمرض هاشيموتو الحوامل:

• الغذاء الصحي:

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن خلال فترة الحمل يساعد في توفير العناصر الغذائية اللازمة للأم والجنين. يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية باليود والحديد والكالسيوم وحمض الفوليك والأوميغا 3.

• ممارسة الرياضة:

يمكن للنساء المصابات بمرض هاشيموتو الحوامل ممارسة الرياضة باعتدال بعد استشارة الطبيب. يمكن للتمارين الرياضية الخفيفة إلى المتوسطة مثل المشي والسباحة واليوغا أن تساعد في الحفاظ على صحة الجسم وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات الحمل المرتبطة بالمرض.

• تجنب التدخين والكحول:

يجب على النساء المصابات بمرض هاشيموتو الحوامل الامتناع عن التدخين وشرب الكحول تمامًا. يمكن أن تؤثر هذه العادات السلبية على صحة الأم والجنين وتزيد من خطر الإصابة بمضاعفات الحمل.

7. الخلاصة:

يعتبر مرض هاشيموتو مرضًا من أمراض المناعة الذاتية الذي يمكن أن يؤثر على صحة الحمل. النساء المصابات بمرض هاشيموتو الغير معالج تواجهن مجموعة من المخاطر المرتبطة بالحمل بما في ذلك خطر الإجهاض المبكر، ولادة طفل منخفض الوزن، وانفصال المشيمة المبكر، بالإضافة إلى خطر الإصابة بتسمم الحمل ومضاعفاته الخطيرة. يمكن تقليل هذه المخاطر بشكل كبير من خلال التشخيص المبكر لمرض هاشيموتو وتلقي العلاج المناسب قبل الحمل ومراقبة مستويات هرمونات الغدة الدرقية بانتظام خلال فترة الحمل. باتباع هذه الإرشادات، يمكن للنساء المصابات بمرض هاشيموتو زيادة فرص الحمل السليم والآمن وتحسين صحة الأم والجنين.

أضف تعليق