يعد الزواج أحد أهم الأركان في حياة الإنسان، وهو رباط مقدس يجمع بين رجل وامرأة ليكونوا أسرة واحدة ويكملون بعضهم البعض في هذه الحياة. ويزداد فضل هذا الزواج إذا كان بين المؤمنين والمؤمنات في الدنيا، فهل يستمر هذا الزواج بينهم في الجنة؟ وهل يمكن للرجل أن يتزوج حبيبته في الجنة؟
الزواج في الإسلام
الإسلام دين الفطرة، وقد شرع الزواج في الإسلام لتحقيق مقاصد عظيمة منها: إعمار الأرض، وحفظ النسب، وتكثير الأمة، وإحصان الرجال والنساء، وإشباع غريزة الجنس بصورة مشروعة، وإيجاد السكن والمودة والرحمة بين الزوجين، وبناء أسرة مستقرة تكون نواة المجتمع.
الزواج في الجنة
أما الزواج في الجنة فهو نعيم مقيم لا يزول، وهو من أعظم النعم التي ينعم بها أهل الجنة. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الزواج في الجنة، ومنها:
– قال تعالى: (وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ) [سورة الدخان: 54].
– قال تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [سورة البقرة: 25].
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دخل الجنة تزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين” [رواه أحمد والترمذي].
صفات أهل الجنة
وقد ذكر أهل العلم أن أهل الجنة سيكونون في غاية الجمال والكمال، وسيكونون متساوين في ذلك، لا يتفاضلون فيه. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [سورة المائدة: 119].
علاقات أهل الجنة
وقد اختلف أهل العلم في طبيعة العلاقة بين أهل الجنة، وهل ستكون هناك علاقة زوجية بينهم أم لا؟ والراجح عند الكثيرين أن العلاقة بين أهل الجنة ستكون علاقة حب ومودة ورحمة، ولن يكون هناك علاقة جسدية بالمعنى المعروف.
ماذا عن زواج الرجل بحبيبته في الجنة؟
أما عن سؤال هل يمكن للرجل أن يتزوج حبيبته في الجنة؟ فقد ورد في بعض الأحاديث النبوية أن المؤمن قد يتزوج حبيبته في الجنة، وهذا فضل من الله تعالى على عباده المؤمنين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا دخل الرجل الجنة ينادى: يا فلان بن فلان، فيقول: لبيك يا رب، فيقول: تزوج من الحور العين، فتقول الحوراء: يا رب، وأنا؟ فيقول: وأنت يا حوراء، زوجتك من فلان بن فلان” [رواه البيهقي].
شروط زواج الرجل بحبيبته في الجنة
وقد ذكر أهل العلم أن هناك بعض الشروط التي يجب توافرها حتى يتزوج الرجل حبيبته في الجنة، ومنها:
– أن يكون الرجل والمرأة من أهل الجنة.
– أن يكون الرجل والمرأة قد أحبا بعضهما البعض في الدنيا حبًا حقيقيًا.
– أن يكون حب الرجل والمرأة قد كان لله تعالى، لا للغرض والشهوة.
خاتمة
إن زواج الرجل بحبيبته في الجنة هو من أعظم النعم التي ينعم بها أهل الجنة، وهو فضل من الله تعالى على عباده المؤمنين. وقد ذكر أهل العلم أن هناك بعض الشروط التي يجب توافرها حتى يتزوج الرجل حبيبته في الجنة، ومنها أن يكون الرجل والمرأة من أهل الجنة، وأن يكون الرجل والمرأة قد أحبا بعضهما البعض في الدنيا حبًا حقيقيًا، وأن يكون حب الرجل والمرأة قد كان لله تعالى، لا للغرض والشهوة.