هل يجب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة؟
مقدمة
الجنابة هي حالة من النجاسة تنتج عن الجماع أو الاحتلام. يجب على المسلم أن يغتسل بعد الجنابة قبل أن يؤدي أي عبادة. وقد اختلف الفقهاء في وجوب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة على قولين:
القول الأول: يجب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة
يستند هذا القول إلى ما يلي:
أن الشعر جزء من الجسد، والجنابة توجب غسل الجسد كله.
أن الشعر قد يتلوث بالمني أو المذي أو الودي، وهي نجاسات يجب إزالتها بالغسل.
أن غسل الشعر يساعد على إزالة الرائحة الكريهة التي قد تنتج عن الجنابة.
ورد في بعض الأحاديث النبوية ما يشير إلى وجوب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة، منها ما رواه أبو داود والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل رأسه ثلاث مرات”.
القول الثاني: لا يجب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة
يستند هذا القول إلى ما يلي:
أن الشعر ليس جزءًا من الجسد المكشوف الذي يجب غسله بعد الجنابة.
أن الشعر لا يتلوث بالمني أو المذي أو الودي، وهي النجاسات التي يجب إزالتها بالغسل.
أن غسل الشعر قد يؤدي إلى إتلافه وتساقطه.
ورد في بعض الأحاديث النبوية ما يشير إلى عدم وجوب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة، منها ما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة لم يفرق شعره، ولكن يفيض الماء عليه”.
أدلة القول الأول
قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} [المائدة: 6]. والتطهير يشمل غسل جميع أجزاء الجسد، ومنها الشعر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فلا يتوضأ حتى يغتسل”. وهذا الحديث يدل على وجوب الغسل بعد الجماع، ولا يصح الغسل إلا بغسل جميع أجزاء الجسد، ومنها الشعر.
روى أبو داود والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة غسل رأسه ثلاث مرات”. وهذا الحديث يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغسل شعره بعد الجنابة.
أدلة القول الثاني
قال تعالى: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ} [المائدة: 6]. وهذه الآية تدل على أن الوضوء يكفي لإزالة الجنابة، والوضوء لا يشمل غسل الشعر.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا توضأ أحدكم فليخلل أصابعه، وليمسح رأسه، ولا يدع منه شيئًا”. وهذا الحديث يدل على أن مسح الرأس يكفي لإزالة الجنابة، ولا يشترط غسل الشعر.
روى أبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة لم يفرق شعره، ولكن يفيض الماء عليه”. وهذا الحديث يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يفرق شعره عند الاغتسال من الجنابة، وهذا يدل على أنه لم يكن يرى وجوب غسل الشعر بعد الجنابة.
من أدلة القول الأول
حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغسل شعره ثلاث مرات بعد الجنابة.
حديث أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من جامع أهله ثم نام قبل أن يغتسل فقد جفاه ربه”.
إجماع العلماء على أن غسل الشعر واجب عند الجنابة إذا كان ملوثًا بالنجاسة.
آراء العلماء في القول الثاني
يرى بعض العلماء أن غسل الشعر بعد الجنابة ليس واجبًا، لكنه مستحب.
يرى بعض العلماء أن غسل الشعر بعد الجنابة واجب إذا كان ملوثًا بالنجاسة.
يرى بعض العلماء أن غسل الشعر بعد الجنابة واجب إذا كانت المرأة تريد أن تصلي أو تطوف حول الكعبة.
الخلاصة
اختلف الفقهاء في وجوب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة على قولين: القول الأول: يجب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة، والقول الثاني: لا يجب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة. والأدلة الواردة في هذا الموضوع متعارضة، لذلك لا يمكن الجزم بقول دون آخر. والراجح هو القول بوجوب غسل الشعر بعد الجنابة للمرأة، لأن الشعر جزء من الجسد، والجنابة توجب غسل الجسد كله.