هل يجوز الاستغفار للحي

هل يجوز الاستغفار للحي

الاستغفار للحي

المقدمة:

الاستغفار مصطلح عربي يعني طلب المغفرة والرحمة من الله تعالى. وقد حث الإسلام على الاستغفار كثيراً، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (هود: 90).

وتجدر الإشارة إلى أن الاستغفار يكون للأحياء والأموات، وذلك لأن الإنسان معرض للخطأ والنسيان طوال حياته، ولذلك يحتاج إلى الاستغفار ليتخلص من ذنوبه وينال رضا الله تعالى.

حكم الاستغفار للحي:

يجوز الاستغفار للحي كما يجوز الاستغفار للميت، وذلك لأن الاستغفار لا يقتصر على من مات فقط، بل هو مشروع للأحياء أيضاً. والدليل على ذلك ما ورد في صحيح مسلم عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معاذ! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله”.

فضل الاستغفار للحي:

للاستغفار فضائل كثيرة للأحياء، منها:

– مغفرة الذنوب: الاستغفار سببٌ لمغفرة الذنوب، وذلك لأن الله تعالى قد وعد برحمته وغفرانه لمن يستغفره ويتوب إليه، قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ) (الشورى: 25).

– زيادة الحسنات: الاستغفار سببٌ لزيادة الحسنات، وذلك لأن الله تعالى يضاعف الحسنات لمن يستغفره، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَغْفِرْ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) (آل عمران: 135).

– دخول الجنة: الاستغفار سببٌ لدخول الجنة، وذلك لأن الله تعالى وعد بالجنة لمن يستغفره ويتوب إليه، قال الله تعالى: (وَأَنْتُمْ تَسْتَغْفِرُونَ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُونَ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) (هود: 3).

أوقات الاستغفار للحي:

يستحب الاستغفار للحي في جميع الأوقات، ولكن هناك أوقاتٌ يُستحب فيها الاستغفار أكثر من غيرها، منها:

– عند السحر: الاستغفار عند السحر من الأوقات التي يُستحب فيها الاستغفار، وذلك لأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.

– بعد الصلاة: الاستغفار بعد الصلاة من الأوقات التي يُستحب فيها الاستغفار، وذلك لما ورد من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحث على الاستغفار بعد الصلاة.

– عند المصائب: الاستغفار عند المصائب من الأوقات التي يُستحب فيها الاستغفار، وذلك لأن المصائب تكفيرٌ للذنوب، والاستغفار يعين على تحمل المصائب ويخفف من وطأتها.

آداب الاستغفار للحي:

هناك آداب للاستغفار للحي، منها:

– الإخلاص لله تعالى: الاستغفار لا بد أن يكون لله تعالى وحده، دون إشراك أحد معه، قال الله تعالى: (وَأَنَّهُ لَا يُغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) (النساء: 116).

– الندم على الذنب: الاستغفار لا بد أن يكون مصحوبًا بالندم على الذنب الذي اقترفه العبد، قال الله تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) (النساء: 17).

– العزم على عدم العودة إلى الذنب: الاستغفار لا بد أن يكون مصحوبًا بالعزم على عدم العودة إلى الذنب الذي اقترفه العبد، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 135).

صيغ الاستغفار للحي:

هناك صيغ كثيرة للاستغفار للحي، منها:

– أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.

– أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.

– أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه وأسأله التوبة.

خاتمة:

الاستغفار للحي من العبادات العظيمة التي حث عليها الإسلام. وللاستغفار فضائل كثيرة للأحياء، منها: مغفرة الذنوب، وزيادة الحسنات، ودخول الجنة. ويستحب الاستغفار للحي في جميع الأوقات، ولكن هناك أوقاتٌ يُستحب فيها الاستغفار أكثر من غيرها، منها: عند السحر، وبعد الصلاة، وعند المصائب. وهناك آداب للاستغفار للحي، منها: الإخلاص لله تعالى، والندم على الذنب، والعزم على عدم العودة إلى الذنب. وهناك صيغ كثيرة للاستغفار للحي.

أضف تعليق