هل يجوز الصلاة بلغة غير العربية

هل يجوز الصلاة بلغة غير العربية

هل يجوز الصلاة بلغة غير العربية؟

مقدمة

الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي عبادة يتوجه فيها المسلم إلى الله تعالى بخضوع وخشوع، ويرفع إليه يديه بالدعاء، ويحمد الله ويمجده، ويطلب منه المغفرة والرحمة. والصلاة في الإسلام لها أركان وشروط يجب على المسلم أن يلتزم بها حتى تكون صلاته صحيحة ومقبولة عند الله تعالى، ومن هذه الأركان والشروط أن تكون الصلاة باللغة العربية.

الحكمة من مشروعية الصلاة باللغة العربية

لقد اختار الله تعالى اللغة العربية لتكون لغة القرآن الكريم، وهي لغة صالحة لبيان مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها، ولها خصائص ومميزات تجعلها لغة مناسبة للعبادة والتضرع إلى الله تعالى. ومن هذه الخصائص:

سعتها وغناها اللغوي، فهي لغة غنية بالمفردات والتعابير التي تمكن المسلم من أداء صلاته والتعبير عن حاجاته ومشاعره تجاه الله تعالى بأفضل وأدق صورة.

فصاحتها وبلاغتها، فهي لغة فصيحة وبليغة، بها من الحلاوة والجمال ما يجعلها لغة مناسبة للعبادة والتضرع إلى الله تعالى.

قدرتها على التعبير عن المعاني الروحية السامية، فهي لغة قادرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس الدينية الراقية التي تملأ قلب المسلم أثناء الصلاة.

هل يجوز الصلاة بلغة غير العربية؟

اختلف العلماء في حكم الصلاة بلغة غير العربية، فذهب جمهور العلماء إلى أنه لا يجوز الصلاة بلغة غير العربية، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن الصلاة عبادة، والعبادات توقيفية لا يجوز فيها الاجتهاد، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنه صلى بلغة غير العربية.

أن الصلاة فيها قراءة قرآن، والقرآن الكريم نزل باللغة العربية، فلا يجوز قراءته بلغة أخرى.

أن الصلاة فيها ذكر، والذكر عبادة، والعبادات توقيفية لا يجوز فيها الاجتهاد، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنه ذكر الله بلغة غير العربية.

وذهب فريق آخر من العلماء إلى أنه يجوز الصلاة بلغة غير العربية، واستدلوا على ذلك بما يلي:

أن الله تعالى لم يحدد لغة معينة للصلاة، بل جعلها عبادة عامة يمكن أداءها بأي لغة يفهمها المصلي.

أن هناك بعض الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم تدل على أنه صلى بلغة غير العربية، مثل حديث أم سلمة الذي رواه عنه البخاري ومسلم، وفيه أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيتي وهو يتكلم الحبشية”.

أن هناك بعض الصحابة الذين كانوا يصلون بلغة غير العربية، مثل سلمان الفارسي وبلال الحبشي.

الراجح من أقوال العلماء

الراجح من أقوال العلماء هو القول الأول، وهو أنه لا يجوز الصلاة بلغة غير العربية، وذلك لأن الصلاة عبادة، والعبادات توقيفية لا يجوز فيها الاجتهاد، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أنه صلى بلغة غير العربية.

حكم الصلاة بلغة غير العربية عند الضرورة

إذا كان المسلم لا يحسن اللغة العربية ولا يستطيع تعلمها، أو كان في حالة مرض أو سفر أو حرب، فيجوز له أن يصلي بلغة يفهمها، بشرط أن يكون ذلك في حدود الضرورة.

أحكام أخرى متعلقة بالصلاة بلغة غير العربية

لا يجوز للمسلم أن يصلي بلغة غير العربية في جماعة فيها من يحسن اللغة العربية.

يجوز للمسلم أن يتعلم لغة غير العربية من أجل أداء الصلاة بها في حالة الضرورة.

لا يجوز للمسلم أن يترجم نصوص الصلاة إلى لغة أخرى، بل يجب عليه قراءتها باللغة العربية كما وردت في القرآن والسنة.

خاتمة

الصلاة باللغة العربية فرض على كل مسلم، ولا يجوز الصلاة بلغة غير العربية إلا في حالة الضرورة. واللغة العربية لغة القرآن الكريم، وهي لغة صالحة لبيان مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها، ولها خصائص ومميزات تجعلها لغة مناسبة للعبادة والتضرع إلى الله تعالى.

أضف تعليق