هل يجوز الصلاة قبل الاقامة

هل يجوز الصلاة قبل الإقامة؟

مقدمة:

الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، وهي عمود الدين، وقد فرضها الله -تعالى- على عباده المسلمين خمس مرات في اليوم والليلة، في أوقات محددة، وقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الأوقات بقوله: (الوقت ما بين اثنتين: طلوع الشمس إلى أن يصير ظل كل شيء مثله، وزوال الشمس إلى أن يصير ظل كل شيء مثليه، ووقت العصر إلى أن يصير ظل كل شيء مثله، وغروب الشمس إلى أن يسود الأفق، وإذا غربت الشمس، وإذا اسود الليل) [رواه مسلم].

وبدء وقت الصلاة من دخول وقتها شرعًا، وينتهي بخروج وقتها، ومن شروط صحة الصلاة أن تؤدى في وقتها المحدد، فلا تصح صلاة من صلى قبل دخول الوقت، ولا صلاة من صلى بعد خروج الوقت إلا لعذر شرعي، كما لا تصح الصلاة قبل الإقامة، فما حكم الصلاة قبل الإقامة؟

أولاً: تعريف الإقامة:

الإقامة لغةً: هي عبارة عن إثبات الشيء في مكانه وتوطينه فيه، وفي اصطلاح الفقهاء: هي النداء للصلاة قبل الشروع فيها.

ثانيًا: حكم الصلاة قبل الإقامة:

اختلف الفقهاء في حكم الصلاة قبل الإقامة على قولين:

القول الأول: جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية على أنه لا يجوز الصلاة قبل الإقامة، فلا تصح الصلاة قبلها مطلقًا، ولا إعادة على من صلى قبلها، حتى لو كان جاهلاً بالحكم.

واستدلوا على ذلك بما يلي:

1- حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا صلاة إلا بإقامة)[رواه أبو داود].

2- وحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب)[رواه البخاري].

3- ولا يتحقق شرع الإقامة إلا بقول الإمام: (أقم الصلاة)، أو (قد قامت الصلاة)، ولا يقال: (قد قامت الصلاة) إلا بعد دخول وقت الصلاة.

القول الثاني: بعض الفقهاء من المالكية أجازوا الصلاة قبل الإقامة، بشرط عدم دخول وقت الكراهة، وهو ما بين أذان الفجر إلى طلوع الشمس، وبين صلاة العصر إلى غروب الشمس.

واستدلوا على ذلك بأن الإقامة سنة وليست شرطًا لصحة الصلاة، وأنه قد ورد عن بعض الصحابة والتابعين أنهم كانوا يصلون قبل الإقامة، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينكر عليهم ذلك.

ثالثًا: الحكمة من مشروعية الإقامة:

شرع الله -تعالى- الإقامة لحكم ومقاصد عديدة، منها:

1- إعلام الناس بدخول وقت الصلاة: حتى يتأهبوا لها ويستعدوا لأدائها.

2- دعوة الناس إلى الصلاة: وجمعهم عليها في وقت واحد.

3- تنظيم الصلاة: وتوحيد صفوف المصلين، حتى لا يحدث تشويش أو فوضى.

4- إظهار شعارات الإسلام: وإحياء سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

رابعًا: متى يجوز الصلاة قبل الإقامة؟

يجوز الصلاة قبل الإقامة في حالتين فقط:

1- إذا دخل وقت الصلاة ولم يكن هناك إمام: فإنه يجوز للمسلمين أن يصلوا منفردين قبل الإقامة، ولا حرج عليهم في ذلك.

2- إذا كان المسلم في صلاة الجماعة: فإنه يجوز له أن يصلي قبل الإقامة إذا كان الإمام قد شرع في الصلاة ولم ينتظر الإقامة، ولا حرج عليه في ذلك.

خامسًا: ما حكم من صلى قبل الإقامة جاهلاً بالحكم؟

إذا صلى المسلم قبل الإقامة جاهلاً بالحكم، فإن صلاته صحيحة ولا إعادة عليه، لعدم تكليفه بما لا يعلم، ولكن يجب عليه أن يتعلم الحكم الصحيح حتى لا يعود إلى الصلاة قبل الإقامة مرة أخرى.

سادسًا: ما حكم من صلى قبل الإقامة عامدًا؟

إذا صلى المسلم قبل الإقامة عامدًا، فإن صلاته غير صحيحة، وعليه أن يعيدها بعد دخول الوقت، ويجب عليه أن يتوب إلى الله -تعالى- على فعله هذا، ويستغفره على ما اقترفه من ذنب.

سابعًا: الخلاصة:

الإقامة سنة مؤكدة في الصلاة، وليست شرطًا لصحتها.

لا يجوز الصلاة قبل الإقامة مطلقًا، إلا في حالتين: دخول وقت الصلاة ولم يكن هناك إمام، أو إذا كان المسلم في صلاة الجماعة وشرع الإمام في الصلاة ولم ينتظر الإقامة.

إذا صلى المسلم قبل الإقامة جاهلاً بالحكم، فإن صلاته صحيحة ولا إعادة عليه.

إذا صلى المسلم قبل الإقامة عامدًا، فإن صلاته غير صحيحة، وعليه أن يعيدها بعد دخول الوقت.

الخلاصة:

لا يجوز الصلاة قبل الإقامة إلا في حالتين: دخول وقت الصلاة ولم يكن هناك إمام، أو إذا كان المسلم في صلاة الجماعة وشرع الإمام في الصلاة ولم ينتظر الإقامة.