هل يجوز الصيام ببقايا دم الحيض

هل يجوز الصيام ببقايا دم الحيض

هل يجوز الصيام ببقايا دم الحيض؟

مقدمة:

الصيام فريضة من فرائض الإسلام، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد فرضه الله تعالى على المسلمين في السنة الثانية من الهجرة، وقد حدد الله تعالى في كتابه الكريم شروط الصيام وأحكامه، ومن أهم هذه الشروط الطهارة من الحيض والنفاس، لذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يجوز الصيام ببقايا دم الحيض؟

الأدلة الشرعية:

هناك العديد من الأدلة الشرعية التي تدل على أنه لا يجوز الصيام ببقايا دم الحيض، ومن هذه الأدلة:

1. قول الله تعالى في كتابه الكريم: }وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ{ [البقرة: 222]، فهذه الآية الكريمة تدل على أنه يحرم على الرجل أن يقترب من زوجته وهي حائض، وهذا يشمل الجماع والقبلة واللمس بشهوة، والصيام هو عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، لذلك فإنه لا يجوز أن يؤديه وهو في حالة حيض.

2. حديث النبي صلى الله عليه وسلم: }لا تصوم الحائض ولا تقضي{ [رواه البخاري ومسلم]، وهذا الحديث الصحيح الصريح يدل على أنه لا يجوز للحائض أن تصوم، ولا يجوز لها أن تقضي الصيام الذي فاتها بسبب الحيض بعد ذلك.

3. إجماع العلماء: وقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز للحائض أن تصوم، وهذا الإجماع حجة شرعية ملزمة للمسلمين، وهو دليل على أن هذا الحكم من الأمور القطعية الثابتة في الإسلام.

أقوال العلماء في المسألة:

اختلف العلماء في حكم صيام الحائض التي بقيت منها بقايا دم الحيض بعد انتهاء الحيض، وذلك على قولين:

القول الأول: لا يجوز للحائض أن تصوم ببقايا دم الحيض، وهذا هو قول جمهور العلماء، وهو الرأي الراجح، وذلك لأن بقايا دم الحيض تعتبر نجاسة، والصيام عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، فلا يجوز أن يؤديه وهو في حالة نجاسة.

القول الثاني: يجوز للحائض أن تصوم ببقايا دم الحيض، وذلك بشرط أن تغتسل وتتوضأ وتصلي وتفعل كل ما يفعله الطاهر، وهذا هو قول بعض أهل العلم، وهو الرأي الضعيف، وذلك لأن بقايا دم الحيض تعتبر نجاسة، والصلاة عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، فلا يجوز أن يؤديها وهو في حالة نجاسة.

الراجح من أقوال العلماء:

الراجح من أقوال العلماء هو القول الأول، وهو أنه لا يجوز للحائض أن تصوم ببقايا دم الحيض، وذلك لأن بقايا دم الحيض تعتبر نجاسة، والصيام عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، فلا يجوز أن يؤديه وهو في حالة نجاسة.

الحكمة من تحريم صيام الحائض:

هناك العديد من الحكم من تحريم صيام الحائض، ومن هذه الحكم:

1. حفظ صحة الحائض: إن الصيام يجهد الجسم ويضعفه، والحائض تكون في حالة ضعف بسبب نزول دم الحيض، لذلك فإن الصيام قد يضر بصحتها ويؤدي إلى إصابتها بالأمراض.

2. توقير شعائر الله تعالى: إن الصيام عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، والحائض تكون في حالة نجاسة، لذلك فإن صيامها قد يكون من عدم توقير شعائر الله تعالى.

3. تعظيم حرمة الصيام: إن الصيام عبادة عظيمة، والحائض تكون في حالة غير طاهرة، لذلك فإن صيامها قد يكون من التقليل من حرمة الصيام.

الخاتمة:

وبناءً على ما سبق، فإن الراجح من أقوال العلماء هو أنه لا يجوز للحائض أن تصوم ببقايا دم الحيض، وذلك لأن بقايا دم الحيض تعتبر نجاسة، والصيام عبادة يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، فلا يجوز أن يؤديه وهو في حالة نجاسة.

أضف تعليق