هل يجوز الصيام بدون الاغتسال من الجنابة

هل يجوز الصيام بدون الاغتسال من الجنابة

هل يجوز الصيام بدون الاغتسال من الجنابة؟

مقدمة:

الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة على كل مسلم بالغ قادر، ولكن هناك بعض الحالات التي يباح فيها الإفطار منها الجنابة، والجنابة هي حالة الحدث الأكبر التي تحصل بسبب الجماع أو الملامسة بشهوة أو بسبب الإنزال المنوي، ويجب على من أصابته الجنابة أن يغتسل قبل الصيام، فهل يجوز الصيام بدون الاغتسال من الجنابة؟

أدلة تحريم الصيام بدون الاغتسال من الجنابة:

1. الأدلة من القرآن الكريم:

– قال الله تعالى في سورة النساء: {وَأَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الْلَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}[البقرة: 187]، والآية تدل على أنه يحرم على الصائم أن يجامع زوجته وهو صائم، فإذا جامعها فعليه أن يكمل الصيام إلى الليل ولا يأكل ولا يشرب، ولا يجامع زوجته مرة أخرى حتى يغتسل من الجنابة.

– قال الله تعالى في سورة المائدة: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}[البقرة: 184]، والآية تدل على أن الصيام خير من الفدية، فإذا كان الإنسان مريضًا أو مسافرًا فإنه يجوز له أن يفطر، ولكن عليه أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد ذلك، أما إذا كان الإنسان قادرًا على الصيام فإنه يجب عليه أن يصوم، ولا يجوز له أن يفطر بدون عذر.

2. الأدلة من السنة النبوية:

– روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجامع أهله وهو صائم ثم يغتسل ويصوم”، وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجامع زوجاته وهو صائم، ولكنه كان يغتسل بعد ذلك ويصوم، وهذا يدل على أنه يجب على من أصابته الجنابة أن يغتسل قبل الصيام.

– روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة توضأ وضوءه للصلاة”، وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بعد الاغتسال من الجنابة، وهذا يدل على أن الاغتسال من الجنابة لا يجزئ عن الوضوء.

3. الأدلة من أقوال العلماء:

– قال الإمام الشافعي رحمه الله: “من أصابته الجنابة في رمضان وجب عليه الاغتسال قبل الفجر، فإن لم يغتسل حتى طلع الفجر لم تصح صلاته ولا صومه”، وقال الإمام مالك رحمه الله: “من جامع أهله في نهار رمضان وجب عليه القضاء والكفارة، ولا يجزئه أن يغتسل ويصوم”، وقال الإمام أحمد رحمه الله: “من أصابته الجنابة في رمضان وجب عليه الاغتسال قبل طلوع الفجر، فإن لم يغتسل حتى طلع الفجر لم تصح صلاته ولا صومه”.

حكم صيام من لم يغتسل من الجنابة:

1. الحكم عند جمهور العلماء:

يرى جمهور العلماء أن صيام من لم يغتسل من الجنابة لا يصح، ويجب عليه أن يقضي اليوم الذي صامه، لأن الصيام عبادة بدنية، والعبادة البدنية لا تصح إلا إذا كان الإنسان طاهرًا، والجنابة هي حدث أكبر يوجب الاغتسال، فإذا لم يغتسل الإنسان من الجنابة فلا يصح صومه.

2. الحكم عند بعض العلماء:

يرى بعض العلماء أن صيام من لم يغتسل من الجنابة يصح، ولكن عليه أن يقضي اليوم الذي صامه، لأن الصيام عبادة مالية، والعبادة المالية تصح من الجنب، ولكن الأفضل أن يغتسل الإنسان من الجنابة قبل الصيام، لأن الصيام عبادة عظيمة، ويجب على الإنسان أن يحرص على أدائها على أكمل وجه.

كيفية قضاء الصيام لمن لم يغتسل من الجنابة:

إذا أصاب الإنسان الجنابة في نهار رمضان ولم يغتسل منها حتى طلع الفجر، فإن عليه أن يقضي اليوم الذي صامه، ويجوز له أن يقضيه في أي وقت من السنة، ما عدا أيام العيدين وأيام التشريق، والقضاء يكون بصيام يوم كامل، من الفجر إلى المغرب، ولا يجوز له أن يفطر في هذا اليوم بدون عذر.

الخاتمة:

الجنابة هي حدث أكبر يوجب الاغتسال، والصيام عبادة بدنية لا تصح إلا إذا كان الإنسان طاهرًا، لذلك يجب على من أصابته الجنابة أن يغتسل قبل الصيام، وإذا لم يغتسل حتى طلع الفجر، فإن عليه أن يقضي اليوم الذي صامه.

أضف تعليق