هل يجوز الصيام بعد الاغتسال من الحيض ونزول دم؟
مقدمة:
الحائض لا يجوز لها الصيام، وذلك لقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَبَاشَرُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “دعوا الصلاة أيام أقرائكم” [رواه البخاري].
أدلة عدم جواز الصيام للحائض:
1. الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَبَاشَرُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ﴾ [البقرة: 222]، والطهر هنا يشمل طهر الحيض والنفاس، والصيام عبادة بدنية فلا يجوز للحائض أن تمارسه لقوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عُكُوفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187]، والعكوف هو ملازمة العبادة، والصيام من العبادات.
2. الدليل الثاني: قوله النبي صلى الله عليه وسلم: “دعوا الصلاة أيام أقرائكم” [رواه البخاري]، والأقراء جمع قرء، والقرء هو الحيض، وهذا الحديث يدل على أن الحائض لا يجوز لها الصيام.
3. الدليل الثالث: إجماع العلماء على أن الحائض لا يجوز لها الصيام، وهذا الإجماع حجة شرعية، لأن العلماء لا يجتمعون على ضلالة.
هل يجوز الصيام بعد الاغتسال من الحيض ونزول دم؟
لا يجوز للحائض الصيام بعد الاغتسال من الحيض حتى ينقطع الدم تمامًا، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تصوم يومًا من دم حيضها” [رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه].
مفاهيم خاطئة حول صيام الحائض:
1. المفهوم الخاطئ الأول: يعتقد بعض الناس أن الحائض يجوز لها الصيام إذا اغتسلت، وهذا الاعتقاد خاطئ، لأن الاغتسال لا يرفع حكم الحيض.
2. المفهوم الخاطئ الثاني: يعتقد بعض الناس أن الحائض يجوز لها الصيام إذا نزل الدم بعد الاغتسال، وهذا الاعتقاد خاطئ أيضًا، لأن نزول الدم بعد الاغتسال يدل على أن الحيض لم ينقطع.
3. المفهوم الخاطئ الثالث: يعتقد بعض الناس أن الحائض يجوز لها الصيام إذا كان الدم قليلًا، وهذا الاعتقاد خاطئ كذلك، لأن قلة الدم لا ترفع حكم الحيض.
حكم من صامت الحائض:
من صامت الحائض عامدة عالِمة بأنها حائض أثمت وعليها قضاء هذا اليوم، أما إن كانت جاهلة أو ناسية فلا إثم عليها ولا قضاء، لأنها لم تكن عامدة، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو القول الراجح.
كيفية قضاء الحائض للصيام:
تقضي الحائض الصيام بعد انقطاع دم الحيض، وذلك بأن تصوم يومًا عن كل يوم أفطرته، ولا يجوز لها أن تؤخر القضاء إلى رمضان التالي، لأن تأخير القضاء إلى رمضان التالي من غير عذر شرعي حرام.
خاتمة:
الحائض لا يجوز لها الصيام، ويجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرتها بعد انقطاع دم الحيض، ومن صامت الحائض عامدة عاملة ف عليها قضاء هذا اليوم، أما إن كانت جاهلة أو ناسية فلا إثم عليها ولا قضاء.