هل يجوز رفض الحور العين

هل يجوز رفض الحور العين

هل يجوز رفض الحور العين؟

المقدمة:

الحور العين هي نساء من الجنة، وهنّ من المكافآت التي أعدها الله تعالى للمؤمنين في الآخرة. وقد ذكر الحور العين في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتوجد العديد من الأحاديث التي تصف جمالهنّ وخصالهنّ. ولكن هل يجوز للمؤمن أن يرفض الحور العين؟ هذا السؤال أثار جدلاً بين علماء المسلمين، وفي هذا المقال سنتناول هذا السؤال بالتفصيل.

1. الحور العين في القرآن الكريم:

ورد ذكر الحور العين في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: “وَإِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا زَوْجُهُمْ فِيهَا حُورٌ عِينٌ”[سورة البقرة: 25].

وقد وصف الله تعالى الحور العين في القرآن الكريم بقوله: “وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ”[سورة الواقعة: 22-23].

كما قال تعالى: “فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ”[سورة الرحمن: 70].

2. الحور العين في السنة النبوية:

ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تصف الحور العين وجمالهنّ، ومن هذه الأحاديث ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الرجل من أهل الجنة ليعطى ألف حوراء، ويزوجه الله من الحور العين التي لم يرها أحد في الدنيا”.

وروى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن في الجنة حوراء يقال لها الحوراء الإنسية، خلقها الله تعالى من مسك أذفر، وطين عبقري، ورزقها مما في الجنة”.

وقال صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة حوراء يقال لها البتول، لم يصبها بشر، ولا جن، ولا إنس، وهي في قبة من لؤلؤ منصوبة على أربع قوائم من ذهب، ينظر إليها من خارجها كما ينظر إلى الشمس والقمر”.

3. هل يجوز للمؤمن أن يرفض الحور العين؟

اختلف العلماء في حكم رفض الحور العين، فذهب بعضهم إلى أنه لا يجوز للمؤمن أن يرفض الحور العين، لأنها من المكافآت التي أعدها الله تعالى للمؤمنين في الآخرة.

واستدلوا على ذلك بقوله تعالى: “وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ”[سورة الدخان: 54].

وقالوا إن رفض الحور العين يعد إهانة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم.

4. الرد على أدلة القائلين بأنه لا يجوز رفض الحور العين:

وقد رد بعض العلماء على أدلة القائلين بأنه لا يجوز رفض الحور العين بأن قالوا إن هذه الأدلة لا تدل على تحريم رفض الحور العين، وإنما تدل على أن الحور العين من المكافآت التي أعدها الله تعالى للمؤمنين في الآخرة.

وقالوا إن المؤمن إذا لم يرغب في الحور العين فلا حرج عليه في ذلك، لأن الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وأن الحور العين ليست الغاية الوحيدة في الجنة، وإنما هناك متع أخرى كثيرة أعدها الله تعالى للمؤمنين في الآخرة.

5. الحكمة من خلق الحور العين:

خلق الله تعالى الحور العين لحكمة عظيمة، وهي إكرام المؤمنين وإسعادهم في الآخرة.

والحور العين من النعم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين في الجنة، وهي من مظاهر كرم الله تعالى وفضله.

كما أن الحور العين من وسائل تكريم المؤمنين وإظهار فضلهم على غيرهم من الناس.

6. صفات الحور العين:

تتمتع الحور العين بصفات كثيرة منها الجمال الأخاذ والكمال في الخلق والخلقة.

وهنّ مطيعات لأزواجهنّ، وراضيات بقضائه وقدره.

كما أنهنّ خاليات من العيوب والنقائص.

7. خاتمة:

وفي الختام، فإن مسألة رفض الحور العين من المسائل التي اختلف فيها العلماء، ولكن الراجح هو أنه لا حرج على المؤمن في رفض الحور العين إذا لم يرغب فيها. فالجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، والحور العين ليست الغاية الوحيدة في الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *