هل يجوز سجود السهو بعد الصلاة بفترة؟
المقدمة:
سجود السهو هو سجدتان تؤديان بعد الصلاة في حالة النسيان أو الخطأ، وقد اختلف العلماء في جواز أداء سجود السهو بعد الصلاة بفترة، فذهب بعضهم إلى الجواز وذهب آخرون إلى عدم الجواز، وفي هذا المقال سوف نناقش أدلة الفريقين ونتوصل إلى الرأي الراجح في هذه المسألة.
أدلة الفريق القائل بجواز سجود السهو بعد الصلاة بفترة:
1. الدليل من السنة:
ورد في حديث رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها، ولا كفارة لها إلا ذلك”، وهذا الحديث دليل على أن الصلاة يمكن أن تقضى بعد وقتها، وسجود السهو جزء من الصلاة، لذلك يجوز تأديه بعد الصلاة بفترة.
2. الدليل من القياس:
القياس هو إلحاق فرع بأصل يشبهه في الحكم، وفي هذه المسألة فإن سجود السهو يشبه الصلاة من حيث أنه عبادة واجبة، والصلاة يمكن قضائها بعد وقتها، لذلك يجوز قضاء سجود السهو بعد الصلاة بفترة.
3. الدليل من المعقول:
إذا كان الإنسان قد نسي سجود السهو في الصلاة، فإنه لا يستطيع أداءه إلا بعد الصلاة، لذلك يجوز له أداءه بعد الصلاة بفترة حتى يتمكن من إكمال صلاته.
أدلة الفريق القائل بعدم جواز سجود السهو بعد الصلاة بفترة:
1. الدليل من السنة:
ورد في حديث رواه الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا سجود إلا في صلاة”، وهذا الحديث دليل على أن سجود السهو لا يجوز إلا في الصلاة، لذلك لا يجوز أداءه بعد الصلاة بفترة.
2. الدليل من القياس:
القياس هو إلحاق فرع بأصل يشبهه في الحكم، وفي هذه المسألة فإن سجود السهو يشبه السنن الرواتب من حيث أنه سنة مؤكدة، والسنن الرواتب لا تقضى بعد وقتها، لذلك لا يجوز قضاء سجود السهو بعد الصلاة بفترة.
3. الدليل من المعقول:
إذا كان الإنسان قد نسي سجود السهو في الصلاة، فإنه يجب عليه أن يسجد سجدة واحدة بعد الصلاة مباشرة، وإذا تأخر عن ذلك فإن سجود السهو يسقط عنه.
الرأي الراجح:
الرأي الراجح في هذه المسألة هو أن سجود السهو لا يجوز أداءه بعد الصلاة بفترة، وذلك لأن أدلة الفريق القائل بعدم الجواز أقوى من أدلة الفريق القائل بالجواز، بالإضافة إلى أن الرأي القائل بعدم الجواز هو أشد احتياطًا وأحوط للعبادات.
الخاتمة:
سجود السهو هو عبادة واجبة يؤديها المسلم بعد الصلاة في حالة النسيان أو الخطأ، وقد اختلف العلماء في جواز أداء سجود السهو بعد الصلاة بفترة، فذهب بعضهم إلى الجواز وذهب آخرون إلى عدم الجواز، والرأي الراجح في هذه المسألة هو أن سجود السهو لا يجوز أداءه بعد الصلاة بفترة، وذلك لأن أدلة الفريق القائل بعدم الجواز أقوى من أدلة الفريق القائل بالجواز.