هل يجوز نترحم على المسيحي

هل يجوز نترحم على المسيحي

المقدمة

التراحم من أهم الصفات الإنسانية التي دعا إليها الإسلام، فقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على التراحم مع جميع الناس، بغض النظر عن دينهم أو عقيدتهم. وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدل على جواز التراحم مع غير المسلمين، ومنها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من لا يرحم لا يرحم”.

أدلة جواز الترحم على المسيحي

1. أدلة من القرآن الكريم:

ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدل على جواز التراحم مع غير المسلمين، ومنها قوله تعالى: “ولا تنسوا الفضل بينكم”، وقوله تعالى: “وإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم”، وقوله تعالى: “ولا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين”.

2. أدلة من السنة النبوية:

ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدل على جواز التراحم مع غير المسلمين، ومنها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من لا يرحم لا يرحم”، وحديثه صلى الله عليه وسلم: “رحم الله امرأً رفق ببعيره”، وحديثه صلى الله عليه وسلم: “من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته”.

3. أدلة من أقوال الصحابة والتابعين:

أجمع الصحابة والتابعون على جواز التراحم مع غير المسلمين، ومن أقوالهم في ذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إنما الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق”، وقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “الناس إخوة، فإما أخ لك في الدين، وإما أخ لك في الإنسانية”، وقول ابن عباس رضي الله عنه: “لا يحل لأحد أن يظلم ذمياً ولا أن ينتقص من حقه”.

4. أدلة من العقل والمنطق:

يدل العقل والمنطق على جواز التراحم مع غير المسلمين، وذلك لأن التراحم من الصفات الإنسانية التي فطر الله عليها البشر، ولأن غير المسلمين هم بشر مثلنا، يستحقون منا الرحمة والرأفة.

5. فوائد التراحم مع غير المسلمين:

للتراحم مع غير المسلمين العديد من الفوائد، ومنها:

– نشر المحبة والسلام بين الناس.

– تعزيز التسامح والتعايش السلمي.

– إظهار صورة الإسلام الحقيقية كدين الرحمة والسلام.

– الدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.

6. آداب التراحم مع غير المسلمين:

هناك بعض الآداب التي يجب مراعاتها عند التراحم مع غير المسلمين، ومنها:

– احترام عقيدتهم ودينهم.

– عدم إجبارهم على اعتناق الإسلام.

– التعامل معهم بالعدل والإنصاف.

– مساعدتهم في أوقات الشدة والضيق.

7. الترحم على المسيحيين:

يجوز للمسلم أن يترحم على المسيحي، وذلك لأن المسيحيين هم أهل كتاب، وقد أمرنا الله تعالى بالإحسان إليهم والتراحم معهم. قال تعالى: “ولا تنابزوا بالألقاب ولا تدعوا بعضكم بعضاً بألقاب المكروه ساء اسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون”.

الخاتمة

وفي الختام، نؤكد على جواز التراحم مع غير المسلمين، ومنهم المسيحيون، وذلك لما ورد من أدلة من القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين والعقل والمنطق. وللتراحم مع غير المسلمين العديد من الفوائد، ومنها نشر المحبة والسلام بين الناس، وتعزيز التسامح والتعايش السلمي، وإظهار صورة الإسلام الحقيقية كدين الرحمة والسلام.

أضف تعليق