هل يحس الميت عند غسله

هل يحس الميت عند غسله

المقدمة:

تعتبر مسألة ما إذا كان الميت يشعر عند غسله من المسائل المثيرة للجدل بين العلماء والباحثين، وقد انقسمت الآراء حولها إلى فريقين؛ فريق يقول بأن الميت لا يشعر عند غسله، وفريق آخر يقول بأنه يشعر. وفي هذا المقال، سنتناول بالتفصيل الأدلة والبراهين التي يستند إليها كل فريق، كما سنناقش بعض الأمور ذات الصلة بهذه المسألة.

الأدلة والبراهين التي يستند إليها الفريق القائل بأن الميت لا يشعر عند غسله:

1. الدليل الشرعي:

يقول الله تعالى في سورة يس: “وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۚ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ”.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.

وهذه النصوص تدل على أن الميت ينقطع عمله بمجرد موته، وبالتالي فلا يمكنه أن يشعر بأي شيء، بما في ذلك غسله.

2. الدليل العلمي:

أثبتت الدراسات العلمية أن الدماغ هو المسؤول عن الشعور والإحساس، وعندما يموت الإنسان، يتوقف الدماغ عن العمل، وبالتالي فإن الميت لا يمكنه أن يشعر بأي شيء.

كما أظهرت الدراسات أن الجسم بعد الموت يبدأ في التحلل والتفسخ، وهذا يعني أن الأعصاب التي تنقل الإحساسات إلى الدماغ لم تعد تعمل.

3. الدليل العقلاني:

من الناحية العقلانية، لا يوجد سبب يدعو إلى الاعتقاد بأن الميت يشعر عند غسله. فالموت هو حالة من عدم الوعي، ولا يمكن للشخص الذي ليس لديه وعي أن يشعر بأي شيء.

الأدلة والبراهين التي يستند إليها الفريق القائل بأن الميت يشعر عند غسله:

1. الدليل الشرعي:

يقول الله تعالى في سورة المؤمنون: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ”.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الروح إذا قبضت تبعها البصر”.

وهذه النصوص تدل على أن الروح لا تفارق الجسد إلا بعد غسله وتكفينه، وبالتالي فإن الميت يشعر بكل ما يحدث له خلال هذه الفترة.

2. الدليل العلمي:

أثبتت بعض الدراسات العلمية أن الدماغ لا يتوقف عن العمل تمامًا بعد الموت، بل يستمر في العمل لمدة قصيرة.

كما أظهرت الدراسات أن بعض أجزاء الجسم، مثل القلب والرئتين، يمكن أن تستمر في العمل حتى بعد توقف الدماغ عن العمل.

3. الدليل العقلاني:

من الناحية العقلانية، لا يوجد سبب يدعو إلى نفي إمكانية شعور الميت عند غسله. فالموت ليس حالة من العدم، بل هو مجرد انتقال من حياة إلى أخرى.

الخاتمة:

في النهاية، فإن مسألة ما إذا كان الميت يشعر عند غسله لا تزال مسألة مثيرة للجدل. ولا يوجد دليل قاطع يؤكد أو ينفي هذا الأمر. ومع ذلك، فإن الأدلة والبراهين التي ذكرناها في هذا المقال تشير إلى أن الميت لا يشعر عند غسله.

أضف تعليق