هل يسترني الله بعد التوبة

هل يسترني الله بعد التوبة

هل يسترني الله بعد التوبة

مقدمة

التوبة هي الركن الرابع من أركان الإسلام، وهي رجوع العبد عن الذنوب والمعاصي إلى طريق الاستقامة والهداية. والتوبة من شروطها الصدق والإخلاص والندم على ما فات والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى. وقد وعد الله تعالى التائبين المغفرة والرحمة والستر.

صدق التوبة

أول شرط من شروط التوبة هو الصدق، فلا بد أن يكون التائب صادقاً في نيته وصادقاً في قوله وصادقاً في فعله. فلا يكفي مجرد قول التائب أنه تاب، بل يجب أن يكون تائباً بقلبه ولسانه وجوارحه.

إخلاص التوبة

ثاني شرط من شروط التوبة هو الإخلاص، فلا بد أن يكون التائب مخلصاً في توبته لله تعالى وحده، لا يبتغي بها إلا وجه الله الكريم. فلا يجوز التوبة خوفاً من العقاب أو طمعاً في الثواب، وإنما يجب التوبة لأنها واجبة على كل مسلم وأنها الطريق الوحيد للخلاص من الذنوب والمعاصي.

الندم على الماضي

ثالث شرط من شروط التوبة هو الندم على الماضي، فلا بد أن يندم التائب على ما فات من ذنوب ومعاصي، وأن يتمنى لو أنه لم يفعلها. ولا يكفي مجرد الندم على الذنوب، بل يجب أن يصحبه الشعور بالأسى والحزن على ما فات.

العزم على عدم العودة إلى الذنب

رابع شرط من شروط التوبة هو العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى، فلا بد أن يعزم التائب على ترك الذنوب والمعاصي نهائياً. ولا يكفي مجرد العزم على ترك الذنوب، بل يجب أن يكون العزم قوياً وثابتاً لا يتزعزع.

مغفرة الله تعالى للتائبين

وعد الله تعالى التائبين بالمغفرة والرحمة والستر، فقال تعالى: “وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” (النور: 31). وقال تعالى: “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى” (طه: 82). وقال تعالى: “إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين” (البقرة: 222).

ستر الله تعالى للتائبين

وعد الله تعالى التائبين بستر ذنوبهم ومعاصيهم، فقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار” (التحريم: 8). وقال تعالى: “وإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين” (التوبة: 11). وقال تعالى: “وإنه لغفار الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير” (غافر: 3).

الفرق بين التوبة النصوح والتوبة غير النصوح

التوبة النصوح هي التوبة الصادقة والإخلاصية التي تنبع من القلب، وهي التي يصحبها الندم على الماضي والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى. أما التوبة غير النصوح فهي التوبة التي لا تكون صادقة ولا إخلاصية، ولا يصحبها الندم على الماضي ولا العزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.

الختام

التوبة هي الركن الرابع من أركان الإسلام، وهي واجبة على كل مسلم. وقد وعد الله تعالى التائبين بالمغفرة والرحمة والستر. والتوبة النصوح هي التوبة الصادقة والإخلاصية التي تنبع من القلب، وهي التي يصحبها الندم على الماضي والعزم على عدم العودة إلى الذنب مرة أخرى.

أضف تعليق