وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا تفسير الميزان

وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا تفسير الميزان

**مقدمة**

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]. هذه الآية الكريمة تحكي عن أحداث هامة في تاريخ البشرية، وهي خلق الله تعالى للبشر، وتقسيمهم إلى شعوب وقبائل مختلفة، والهدف من هذا التقسيم هو التعرف على بعضهم البعض، وتبادل وجهات النظر، والتعاون من أجل تحقيق الخير للجميع.

**الحكمة من خلق الله للبشر**

خلق الله تعالى البشر لغايات سامية، منها:

* **عبادة الله تعالى:** خلق الله تعالى البشر لعبادته، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

* **عمارة الأرض:** خلق الله تعالى البشر لعمارة الأرض، وتسخيرها لمصلحتهم، قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61].

* **التعاون والتآلف:** خلق الله تعالى البشر ليتعاونوا ويتآلفوا فيما بينهم، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].

**تقسيم البشر إلى شعوب وقبائل**

قسم الله تعالى البشر إلى شعوب وقبائل مختلفة، وذلك لأسباب عديدة، منها:

* **التعارف والتآلف:** الهدف من تقسيم البشر إلى شعوب وقبائل هو التعرف على بعضهم البعض، وتبادل وجهات النظر، والتعاون من أجل تحقيق الخير للجميع.

* **الحفاظ على الهوية:** تقسيم البشر إلى شعوب وقبائل يساعد على الحفاظ على الهوية الثقافية لكل شعب، ولغته وتقاليده وعاداته.

* **توزيع الموارد:** تقسيم البشر إلى شعوب وقبائل يساعد على توزيع الموارد الطبيعية بشكل عادل، ويمنع احتكارها من قبل فئة واحدة.

**أهداف الله تعالى من جعل البشر شعوبا وقبائل**

جعل الله تعالى البشر شعوبا وقبائل لأهداف عديدة، منها:

* **التنوع الثقافي:** تقسيم البشر إلى شعوب وقبائل أدى إلى ظهور تنوع ثقافي كبير، وهذا التنوع الثقافي يثري حياة البشر، ويجعلها أكثر متعة وإثارة.

* **التعاون والتكامل:** تقسيم البشر إلى شعوب وقبائل أدى إلى ظهور حاجة إلى التعاون والتكامل بين هذه الشعوب، وهذا التعاون والتكامل يحقق الخير للجميع.

* **التنافس الشريف:** تقسيم البشر إلى شعوب وقبائل أدى إلى ظهور تنافس شريف بين هذه الشعوب، وهذا التنافس الشريف يحفز كل شعب على بذل المزيد من الجهد لتحقيق التقدم والازدهار.

**التفاضل بين البشر**

اختلاف البشر عن بعضهم البعض لا يعني أن هناك تفاضل بينهم، فالله تعالى يقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]. وهذا يعني أن التقوى هي المعيار الوحيد الذي يجعل بعض البشر أفضل من غيرهم، بغض النظر عن انتمائهم إلى شعب أو قبيلة معينة.

**مسؤولية كل شعب وقبيلة**

لكل شعب وقبيلة مسؤولية تجاه نفسها وتجاه الآخرين، وهذه المسؤولية تشمل:

* **الحفاظ على الهوية الثقافية:** لكل شعب وقبيلة مسؤولية الحفاظ على هويتها الثقافية، ولغتها وتقاليدها وعاداتها.

* **التعاون والتكامل مع الآخرين:** لكل شعب وقبيلة مسؤولية التعاون والتكامل مع الآخرين، وتحقيق الخير للجميع.

* **التنافس الشريف:** لكل شعب وقبيلة مسؤولية التنافس الشريف مع الآخرين، وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهد لتحقيق التقدم والازدهار.

**خاتمة**

إن تقسيم البشر إلى شعوب وقبائل هو سنة الله تعالى في خلقه، ولهذا التقسيم أهداف سامية، منها التعرف والتآلف، والحفاظ على الهوية، وتوزيع الموارد. ويجب على كل شعب وقبيلة أن تتحمل مسؤوليتها تجاه نفسها وتجاه الآخرين، وأن تسعى لتحقيق الخير للجميع.

أضف تعليق