ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق

ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق

مقدمة

من أكثر الأشياء المفجعة التي يمكن أن تصادف المرء في حياته هو قتل الأولاد خشية الإملاق، وهي ظاهرة قديمة جديدة موجودة في كثير من المجتمعات، ويترتب عليها عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من هذه الظاهرة في قوله تعالى: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق. نحن نرزقهم وإياكم. إن قتلهم كان خطئًا كبيرًا} (الإسراء: 31).

الفقر ليس مبررًا لقتل الأطفال

يظن بعض الناس أن الفقر هو مبرر لقتل الأطفال، وذلك لأنهم يعتقدون أنهم لن يتمكنوا من إطعامهم أو تربيتهم بشكل صحيح. ومع ذلك، فإن هذا الاعتقاد خاطئ، فالله سبحانه وتعالى هو الرزاق، وهو الذي يرزق العباد جميعًا، بغض النظر عن ظروفهم المادية. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما من دابة إلا ورزقها على الله” (رواه الترمذي).

الأضرار النفسية لقتل الأطفال

يترك قتل الأطفال آثارًا نفسية عميقة على الأبوين، حيث يشعران بالذنب والندم طوال حياتهما. وقد يتسبب ذلك في حدوث أمراض نفسية خطيرة، مثل الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة. وقد يؤدي إلى تفكك الأسرة، حيث يفقد الأبوان ثقتهما ببعضهما البعض، وقد ينفصلان في النهاية.

العواقب الاجتماعية لقتل الأطفال

يؤدي قتل الأطفال إلى العديد من العواقب الاجتماعية السلبية، منها:

زيادة معدلات الجريمة: حيث إن الأطفال الذين ينشأون في أسر فقيرة ومهشمة هم أكثر عرضة لارتكاب الجرائم.

انخفاض مستوى التعليم: حيث إن الأطفال الذين لا يحصلون على التعليم المناسب بسبب الفقر هم أكثر عرضة للجهل والأمية.

تفشي الأمراض: حيث إن الأطفال الذين يعيشون في فقر هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بسبب نقص التغذية والرعاية الصحية.

حكم قتل الأطفال في الإسلام

حرم الإسلام قتل الأطفال تحريمًا باتًا، واعتبره من الكبائر التي لا تغفر. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قتل نفسه أو ولده فهو في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدًا” (رواه مسلم). وقال أيضًا: “من قتل ولده كان مخلدًا في نار جهنم” (رواه البخاري).

البدائل لقتل الأطفال

هناك العديد من البدائل لقتل الأطفال، ومنها:

طلب المساعدة من الأقارب والأصدقاء والمؤسسات الخيرية.

البحث عن عمل والاعتماد على النفس.

التخطيط الأسري وتنظيم النسل.

الوقاية من قتل الأطفال

هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من قتل الأطفال، ومنها:

محاربة الفقر والبطالة.

توفير التعليم المجاني والإلزامي.

توفير الرعاية الصحية الشاملة.

تعزيز القيم الدينية والأخلاقية في المجتمع.

الخاتمة

قتل الأطفال هو جريمة بشعة لا مبرر لها، وهو من أكبر الكبائر التي حرمها الإسلام. وهناك العديد من البدائل لقتل الأطفال، والتي يمكن أن تساعد الأسر الفقيرة على إعالة أطفالهم ورعايتهم. كما أن هناك العديد من الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من قتل الأطفال، والتي يجب أن يتعاون فيها الجميع من أجل حماية الأطفال من هذا الخطر الداهم.

أضف تعليق