وما تشاؤون الا ان يشاء الله

وما تشاؤون الا ان يشاء الله

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد..

فإنّ من أعظم ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات هو القدرة على الاختيار، فالإنسان مخير بطبعه ومجرد هذا الاختيار يجعله مسؤولاً عن أفعاله أقواله، فلو كان الإنسان مجبوراً على ما يفعل، لما كان هناك معنى للمسؤولية، ولما كان هناك معنى للثواب والعقاب.

وقد جاء في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد على حرية الاختيار عند الإنسان ومنها قوله تعالى: ﴿وما تشاؤون إلا أن يشاء الله﴾ [الانسان: 30].

وهذه الآية الكريمة تدل على أن الإنسان حر في اختياراته، ولكن هذه الحرية ليست مطلقة، بل هي محدودة بإرادة الله تعالى، فالإنسان لا يستطيع أن يفعل شيئًا إلا بإذن الله تعالى.

وهذا يعني أن الإنسان مسؤول عن أفعاله، لأنه هو الذي يختارها بملء إرادته، ولكن في نفس الوقت لا يملك الإنسان القدرة على التحكم في جميع الأمور، لأن هناك أمورًا قد تحدث دون أن يكون له أي دور فيها.

العلاقة بين إرادة الله وإرادة الإنسان

هناك علاقة وثيقة بين إرادة الله تعالى وإرادة الإنسان، وهذه العلاقة تتمثل فيما يلي:

إرادة الله تعالى هي التي خلقت الإنسان وأعطته حرية الاختيار: فالإنسان لم يخلق نفسه، ولم يختر أن يكون حراً، بل هذا كله من صنع الله تعالى.

إرادة الله تعالى هي التي تحدد حدود حرية الاختيار عند الإنسان: فالإنسان لا يستطيع أن يفعل شيئًا إلا بإذن الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿وما تشاؤون إلا أن يشاء الله﴾ [الانسان: 30].

إرادة الله تعالى هي التي تحاسب الإنسان على أفعاله: فالإنسان مسؤول عن أفعاله، لأنه هو الذي يختارها بملء إرادته، كما قال تعالى: ﴿كل امرئ بما كسب رهين﴾ [الطور: 21].

إرادة الله في خلق الإنسان

لقد خلق الله تعالى الإنسان على أكمل صورة، وأعطاه أفضل الميزات والقدرات، ومن هذه الميزات حرية الاختيار، فالإنسان مخير في كل أمور حياته، يختار ما يشاء ويفعل ما يريد، ولكن هذه الحرية ليست مطلقة، بل هي محدودة بإرادة الله تعالى.

وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً﴾ [الإسراء: 70].

فالإنسان مكرم من الله تعالى، وقد منحه العديد من النعم والفضائل، ومن هذه الفضائل حرية الاختيار، وهذه الحرية هي التي تجعل الإنسان مسؤولاً عن أفعاله.

إرادة الله في هداية الإنسان

إن الله تعالى يريد هداية الإنسان إلى سواء السبيل، ويريد له أن يسلك طريق الحق والصواب، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾ [البقرة: 185].

فالله تعالى يريد للإنسان الخير واليسر، ويريد له أن يسلك الطريق السهل والميسر، ولكن الإنسان هو الذي يختار طريقه بنفسه، فإما أن يختار طريق الحق والصواب، وإما أن يختار طريق الضلال والباطل.

وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً﴾ [الإنسان: 3].

فالإنسان هو الذي يختار طريقه بنفسه، والله تعالى لا يجبره على شيء، بل يهديه السبيل ويترك له حرية الاختيار.

إرادة الله في اختيار الإنسان

إنّ الله تعالى يريد من الإنسان أن يختاره بمحض إرادته، ولا يجبره على اختياره، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً﴾ [البلد: 10].

فالله تعالى يريد من الإنسان أن يختاره بمحض إرادته، وأن يسلك طريق الحق والصواب، ولكن الإنسان هو الذي يختار طريقه بنفسه، فإما أن يختار طريق الحق والصواب، وإما أن يختار طريق الضلال والباطل.

وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ [النجم: 39].

فالإنسان مسؤول عن أفعاله، لأنه هو الذي يختارها بملء إرادته، والله تعالى لا يجبره على شيء، بل يترك له حرية الاختيار.

إرادة الله في قضاء الإنسان

إنّ قضاء الله تعالى هو ما يحكم به على عباده، وهو أمر لا مرد له، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين﴾ [التكوير: 29].

فالله تعالى هو الذي يحكم على عباده، وهو الذي يحدد مصيرهم، والإنسان لا يستطيع أن يفعل شيئًا إلا بإذن الله تعالى، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ [النجم: 39].

فالإنسان مسؤول عن أفعاله، لأنه هو الذي يختارها بملء إرادته، والله تعالى لا يجبره على شيء، بل يترك له حرية الاختيار، ولكن في نفس الوقت لا يملك الإنسان القدرة على التحكم في جميع الأمور، لأن هناك أمورًا قد تحدث دون أن يكون له أي دور فيها.

إرادة الله في قدر الإنسان

إنّ قدر الإنسان هو ما كتبه الله تعالى له، وهو أمر لا مفر منه، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وما تشاؤون إلا أن يشاء الله العزيز الحكيم﴾ [غافر: 7].

فالله تعالى هو الذي يكتب أقدار العباد، وهو الذي يحدد مصيرهم، والإنسان لا يستطيع أن يفعل شيئًا إلا بإذن الله تعالى، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى﴾ [النجم: 3

أضف تعليق