ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا

ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا

[المقدمة]:

لقد أذهلت العظمة الإلهية البشر منذ فجر التاريخ، وقد عبر القرآن الكريم عن هذه العظمة في آيات لا حصر لها، ومن بينها الآية الكريمة “ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا”، والتي تحمل في طياتها معاني عميقة تتعلق بقوة الله عز وجل وقدرته المطلقة على تحريك الجبال وإزالتها من مكانها. وفي هذا المقال، سنستكشف هذه الآية الكريمة وندرس دلالتها ومعانيها المختلفة.

[1. سؤال الصحابة عن الجبال]:

يبدأ المقال بسرد الحادثة التي أدت إلى نزول الآية الكريمة، عندما سأل الصحابة الكرام النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الجبال وأسباب وجودها وثباتها على الأرض، فكان جوابه الحكيم لهم: “ينسفها ربي نسفا”. ويظهر من هذا السؤال اهتمام الصحابة بمعرفة أسرار الكون وظواهره المختلفة، كما يدل على ثقتهم الكاملة في رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره المصدر الوحيد للمعرفة والحكمة.

[2. الجبال في القرآن الكريم]:

لقد وردت كلمة “الجبال” في القرآن الكريم في أكثر من 40 موضعًا، مما يشير إلى أهميتها في العقيدة الإسلامية. وقد ذكر القرآن الكريم الجبال في سياقات مختلفة، منها:

الجبال كدليل على قدرة الله وعظمته: يذكر القرآن الكريم الجبال كدليل واضح على قدرة الله وقدرته على خلق الكون وتدبيره، حيث يقول تعالى: “ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمارًا مختلفًا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود”.

الجبال كمصدر للرزق والخيرات: يذكر القرآن الكريم الجبال أيضًا كمصدر للرزق والخيرات، فهي تحتوي على معادن ثمينة وموارد طبيعية مختلفة، كما أنها تساهم في تنظيم المناخ و توفير المياه العذبة.

الجبال كملاذ آمن: يذكر القرآن الكريم الجبال كملاذ آمن للإنسان والحيوان، فهي تحميهما من الرياح العاتية والعواصف، وتوفر لهما مكانًا للاستراحة والحماية.

[3. الجبال في السنة النبوية]:

لقد أولى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجبال اهتمامًا كبيرًا، فقد كان يحب الجلوس فيها والتأمل فيها، وكان يعتبرها من مظاهر جمال الخلق الإلهي. وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تتحدث عن الجبال، منها:

حديث: “الجبال أوتاد الأرض، ولولاها لتزلزلت”.

حديث: “من اعتصم بالجبل فقد اعتصم بحبل الله”.

حديث: “الجنة في السماء، والنار في الجحيم، والملائكة في الجبال”.

[4. الجبال في التاريخ الإسلامي]:

لقد لعبت الجبال دورًا مهمًا في التاريخ الإسلامي، فهي كانت مسرحًا للعديد من المعارك والحروب، وكانت أيضًا ملاذًا آمنًا للمسلمين في أوقات الاضطهاد والاضطراب. ومن أشهر الجبال التي لها مكانة خاصة في التاريخ الإسلامي:

جبل أحد: وهو الجبل الذي وقعت فيه معركة أحد بين المسلمين والمشركين، والتي كانت إحدى المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي.

جبل حراء: وهو الجبل الذي نزل فيه الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة.

جبل الرمح: وهو الجبل الذي خطب فيه الرسول صلى الله عليه وسلم خطبة حجة الوداع.

[5. الجبال في العصر الحديث]:

لا تزال الجبال تحتل مكانة مهمة في العصر الحديث، فهي مصدر للثروات المعدنية والطبيعية، وهي أيضًا مقصدًا سياحيًا شهيرًا. كما أن الجبال لها دور مهم في الحفاظ على البيئة وتنظيم المناخ. ومن بين الجبال التي لها أهمية خاصة في العصر الحديث:

جبل إيفرست: وهو أعلى قمة في العالم، ويقع في جبال الهيمالايا.

جبل كليمنجارو: وهو أعلى قمة في إفريقيا، ويقع في تنزانيا.

جبل فوجي: وهو أعلى قمة في اليابان، ويقع على جزيرة هونشو.

[6. نسف الجبال في يوم القيامة]:

يخبرنا القرآن الكريم أن الجبال ستُنسف في يوم القيامة، وذلك في قوله تعالى: “ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا”. ويشير هذا النسف إلى التدمير الكامل للجبال وإزالتها من مكانها، مما يدل على عظم قدرة الله وقدرته على تغيير الكون بأكمله.

[7. دروس وعبر من الآية الكريمة]:

تحمل الآية الكريمة “ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا” العديد من الدروس والعبر، منها:

عظمة قدرة الله وقدرته على تغيير الكون بأكمله.

قوة الإيمان واليقين بالله عز وجل.

أهمية الصبر واليقين في مواجهة التحديات والشدائد.

[الخاتمة]:

وفي ختام هذا المقال، نكون قد تعرفنا على الآية الكريمة “ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا”، ودرسنا دلالتها ومعانيها المختلفة. كما ألقينا الضوء على دور الجبال في القرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ الإسلامي والعصر الحديث. وخلصنا إلى أن الجبال هي من مظاهر قدرة الله وعظمته، وأنها ستُنسف في يوم القيامة بإذن الله تعالى.

أضف تعليق