ويل لكل همزة

ويل لكل همزة

ويل لكل همزة

مقدمة

وَيْلٌ لكلِّ هَمَزَةٍ لُّمَزَةٍ \ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ \ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ \ (3) كَلَّا سَيُنْبَذُ فِي الْحُطَمَةِ \ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ \ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ \ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ \ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ \ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ \ (9).

1. تفسير الآيات

الآية الأولى:ويلٌ لكلِّ هَمَزَةٍ لُّمَزَةٍ \ (1):ويل: وادٍ في جهنم، والهمزة: من هزأ بغيره، واللمزة: من لمز غيره.

الآية الثانية:الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ \ (2): جمع المال: ادخاره، وعدده: أحصاه.

الآية الثالثة:يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ \ (3): يظن أن ماله سيخلده في الدنيا.

الآية الرابعة:كَلَّا سَيُنْبَذُ فِي الْحُطَمَةِ \ (4): كلا: لا، سينبذ: سيلقى، الحطمة: النار.

الآية الخامسة:وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ \ (5): ما أدراك: ما علمك، الحطمة: النار.

الآية السادسة:نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ \ (6): نار: هي من نار جهنم، والله: صاحبها، الموقودة: الملتهبة.

الآية السابعة:الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ \ (7): تطلع: ترتفع، الأفئدة: القلوب.

الآية الثامنة:إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ \ (8): مؤصدة: موصدة، عليهم: أي الكافرين.

الآية التاسعة:فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ \ (9): عمد: أعمدة، ممتدة: طويلة.

2. صفات الهمزة اللمزة

السخرية والاستهزاء بالآخرين.

الغيبة والنميمة.

الشماتة في مصائب الآخرين.

الحسد والحقد على الآخرين.

التكبر والغرور.

حب المال والجاه.

الظلم والعدوان على الآخرين.

3. أسباب نزول الآيات

روى ابن عباس رضي الله عنهما أن الآيات نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي، وكان رجلاً ثرياً بخيلاً، وكان يهزأ بالمسلمين ويلمزهم، وكان يقول: إن محمداً يأمرنا أن نطعم المساكين ونصل الأرحام، وإنما يريد أن يأكل أموالنا.

وروى ابن مسعود رضي الله عنه أن الآيات نزلت في أبي جهل بن هشام، وكان رجلاً متكبراً غروراً، وكان يحسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحقد عليه، وكان يقول: ما محمد إلا ساحر أو كاهن.

وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن الآيات نزلت في النضر بن الحارث، وكان رجلاً ثرياً بخيلاً، وكان يجمع المال و يعدده، وكان يقول: لن أدخل الجنة حتى أدخل جملي معي.

4. عذاب الهمزة اللمزة

سيلقى في نار جهنم.

ستطلع النار على قلبه.

ستكون النار موصدة عليه.

سيكون في أعمدة طويلة.

سيعذب عذاباً شديداً.

5. التحذير من الهمزة اللمزة

حذر الله تعالى من الهمزة اللمزة وذم هذا الفعل، وجعله من صفات الكافرين والمنافقين.

ففي سورة المطففين قال تعالى: \وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ\ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ \ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ \ (3).

وفي سورة النبأ قال تعالى: \وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ\ (20) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ \ (21).

وفي سورة المدثر قال تعالى: \وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ \ (11) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ \ (12) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ \ (13).

6. النجاة من عذاب الهمزة اللمزة

الإيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

التوبة من الذنوب والآثام.

الإحسان إلى الآخرين.

كف الأذى عن الآخرين.

التواضع واللين.

الزهد في الدنيا.

الإعداد للآخرة.

7. فضل من تجنب الهمزة اللمزة

ينال رضا الله تعالى.

يدخل الجنة.

ينجو من عذاب النار.

يكتب في ديوان المتقين.

يرفع درجته في الجنة.

يكرمه الله تعالى في الدنيا والآخرة.

خاتمة

ويل لكل همزة لمزة، الذي جمع مالاً وعدده، يظن أن ماله أخلده، كلا سيلقى في الحطمة، وما أدرى ما الحطمة، نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، إنها عليهم مؤصدة، في عمد ممتدة.

أضف تعليق