ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم

ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم

مقدمة

يعد الصلاة أحد أهم الركائز الأساسية للإسلام، وهي عمود الدين، وقد أمرنا الله عز وجل بها في كتابه الكريم، حيث قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}، والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل، وهي صلة بين العبد وربه، وهي وسيلة للتكفير عن الذنوب والمعاصي، وهي سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وقد حذرنا الله عز وجل من التهاون أو الإهمال في الصلاة، حيث قال تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}.

1. معنى الآية الكريمة:

الآية الكريمة تعني أن هناك مجموعة من الناس الذين يصلون، ولكنهم لا يصلون كما أمرهم الله عز وجل، ولا كما أمرهم رسوله صلى الله عليه وسلم، بل يصلون وهم ساهون، أي غافلون عن صلاتهم، لا يخشعون فيها، ولا يتدبرون فيها، ولا يحضرون فيها بقلبهم وذهنهم، بل يصلون وهم مشغولون بأمور الدنيا، وقلوبهم متعلقة بالشهوات والملذات.

2. أسباب السهو في الصلاة:

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى السهو في الصلاة، ومن أهم هذه الأسباب:

– قلة الإيمان بالله عز وجل، وعدم الخشوع في الصلاة.

– عدم التدبر في معاني الآيات القرآنية والأذكار التي تقرأ في الصلاة.

– الانشغال بأمور الدنيا، وقلق القلب، وتعلق القلب بالشهوات والملذات.

– عدم التركيز في الصلاة، وعدم حضور القلب والذهن فيها.

– عدم معرفة أحكام الصلاة وواجباتها وسننها.

3. أضرار السهو في الصلاة:

السهو في الصلاة له العديد من الأضرار، ومن أهم هذه الأضرار:

– حرمان العبد من الأجر والثواب العظيم الذي يترتب على الصلاة.

– دخول العبد تحت وعيد الله عز وجل، حيث قال تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}.

– بطلان الصلاة، وعدم قبولها عند الله عز وجل.

– ضعف الإيمان، وبعد العبد عن الله عز وجل.

4. كيفية تجنب السهو في الصلاة:

هناك العديد من الأمور التي تساعد العبد على تجنب السهو في الصلاة، ومن أهم هذه الأمور:

– زيادة الإيمان بالله عز وجل، وتقوية الخشوع في الصلاة.

– التدبر في معاني الآيات القرآنية والأذكار التي تقرأ في الصلاة.

– الإقبال على الصلاة بقلب حاضر، وذهن متيقظ.

– معرفة أحكام الصلاة وواجباتها وسننها.

– الابتعاد عن كل ما قد يشتت الانتباه في الصلاة.

5. حكم الصلاة مع السهو:

الصلاة مع السهو جائزة، ولكنها ليست كاملة، ولا يترتب عليها الأجر والثواب العظيم الذي يترتب على الصلاة الخاشعة المتدبرة، لذلك ينبغي على العبد أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام من الصلاة، وذلك ليتم صلاته، ويحصل على أجرها وثوابها.

6. أنواع السهو في الصلاة:

السهو في الصلاة أنواع كثيرة، ومن أهم هذه الأنواع:

– سهو الترك، وهو أن يترك العبد شيئًا من واجبات الصلاة أو سننها، سواء كان ذلك عمدًا أو سهوًا.

– سهو الزيادة، وهو أن يزيد العبد في صلاته شيئًا ليس منها، سواء كان ذلك عمدًا أو سهوًا.

– سهو النقص، وهو أن ينقص العبد من صلاته شيئًا منها، سواء كان ذلك عمدًا أو سهوًا.

– سهو التأخير، وهو أن يؤخر العبد شيئًا من أفعال الصلاة عن وقته، سواء كان ذلك عمدًا أو سهوًا.

7. كيفية تدارك السهو في الصلاة:

إذا سها العبد في صلاته، فعليه أن يتدارك سهوه، وذلك بأن يسجد سجدتي السهو بعد السلام من الصلاة، وذلك ليتم صلاته، ويحصل على أجرها وثوابها، وطريقة سجود السهو هي: أن يسجد العبد سجدتين خفيفتين، ثم يتشهد، ثم يسلم.

الخاتمة

الصلاة هي عمود الدين، وهي صلة بين العبد وربه، وهي سبب لدخول الجنة والنجاة من النار، وقد حذرنا الله عز وجل من التهاون أو الإهمال في الصلاة، حيث قال تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}، لذلك يجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظ على صلاته، ويؤديها كما أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يتجنب كل ما قد يؤدي إلى السهو في الصلاة، وأن يحرص على تدارك سهوه إذا سها في صلاته.

أضف تعليق