يارحمن يارحيم

يارحمن يارحيم

الرحمن الرحيم: جوهر رحمة الله اللانهائية

المقدمة:

الرحمن الرحيم هما من أسماء الله الحسنى التي تدل على رحمته العظيمة التي وسعت كل شيء، والتي لا حد لها ولا حصر لها، والتي تتجلى في كل شيء من خلقه، وفي كل لحظة من لحظات حياتنا.

رحمة الله سابقة لغضبه:

رحمة الله سبقت غضبه، فهو الرحيم الذي خلق الكون بأكمله برحمته الواسعة، وهو الذي يسوق الأمور بحكمته البالغة، وهو الذي يرحم عباده حتى وإن أخطأوا أو عصوا، وهو الذي يتوب عليهم إذا تابوا وأصلحوا ما بينهم وبينه.

رحمة الله بالخلق كلهم:

رحمة الله تشمل جميع خلقه، فلا فرق بين مؤمن وكافر، ولا بين مسلم ونصراني، ولا بين أبيض وأسود، ولا بين ذكر وأنثى، فهو يرحم الجميع برحمته الواسعة، ويمن عليهم بنعمه الظاهرة والباطنة.

رحمة الله بالعباد في الدنيا والآخرة:

رحمة الله بالعباد لا تقتصر على الدنيا فقط، بل تمتد إلى الآخرة أيضًا، فهو يرحمهم في الدنيا برزقه الواسع، وبصحة أجسادهم، وبسلامة عقولهم، وبراحة بالهم، ويعينهم على طاعته وعبادته، ويرزقهم من حيث لا يحتسبون، ويحفظهم من شرور أنفسهم ومن شرور الآخرين.

رحمة الله بالعباد عند الحاجة:

تتجلى رحمة الله بالعباد بشكل خاص عند حاجتهم إليها، فعندما يمر العبد بمصيبة أو مرض أو كرب، فإن رحمة الله تحيط به وتخفف عنه آلامه وأحزانه، وتعين على الصبر والاحتساب، وتعطيه القوة والقدرة على مواجهة التحديات والشدائد.

رحمة الله بالعباد عند الموت:

عندما يحين أجل العبد، وتفارق روحه جسده، فإن رحمة الله تحيط به وتخفف عنه سكرات الموت، وتسهل عليه خروج روحه، وتجعله يشعر بالراحة والطمأنينة، وتبشر وتناديه بقولها ” لا تخف ولا تحزن، إنك عندنا مكرم مرزوق”.

رحمة الله بالعباد يوم القيامة:

يوم القيامة، تجتمع الخلائق كلها أمام الله عز وجل، وتقف للحساب على أعمالها، فمن رحم الله فإنه يرحمه، ومن غضب عليه فإنه يعذبه، ورحمة الله أكبر من غضبه، ومن تاب إلى الله قبل الموت، تاب الله عليه، وغفر له ذنوبه، وأدخله الجنة.

الرحمن الرحيم.. الكنز الثمين:

الرحمن الرحيم هما بمثابة الكنز الثمين الذي لا يفنى ولا ينضب، والذي لا يقدر بثمن، فهو أصل سعادة العباد في الدنيا والآخرة، وهو السبب في نجاتهم من عذاب النار، وهو الذي يجعل حياتهم مليئة بالبركة والراحة والطمأنينة.

الخاتمة:

رحمة الله بالعباد لا حدود لها ولا حصر لها، وهي نبع الخير والبركة والتوفيق في الحياة، وهي العون والسند للعبد عند الشدائد والمحن، وهي الأمل الذي ينير حياته ويجعله يشعر بالأمان والاطمئنان، وهي السبيل إلى الجنة والنجاة من عذاب النار.

أضف تعليق