يا الله المانع بقدرته خلقه

يا الله المانع بقدرته خلقه

يا الله المانع بقدرته خلقه

مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى هو المانع بقدرته خلقه، فهو الذي يمنعهم من كل سوء، ويحفظهم من كل مكروه، ويصرف عنهم شرور الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى في سورة الرعد: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}، وقال تعالى في سورة المؤمن: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ}، وقال تعالى في سورة الزمر: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}، وقال تعالى في سورة غافر: {وَأَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّهُ عَلَيْكُمْ لَحَفِيظٌ}.

أولاً: معنى المانع

المانع في اللغة هو الذي يمنع الشيء ويحجزه، يقال: منع الشيء أي حازه وحجزه، ومنع فلاناً عن الشيء أي منعه عنه وحجزه، والمانع في الاصطلاح هو الذي يحول بين الشيء وبين غيره، وقد قال العلماء: المانع هو الذي يمنع الشيء من أن يتأثر بعامل أو سبب معين، وقد يكون المانع مادياً مثل الجدار الذي يمنع الماء من التسرب، وقد يكون المانع معنوياً مثل الخوف الذي يمنع الإنسان من القيام بعمل معين.

ثانياً: قدرة الله تعالى

قدرة الله تعالى هي صفة من صفاته الذاتية، وهي صفة عظيمة وكاملة، وقد قال العلماء: قدرة الله تعالى هي قدرته على كل شيء، وقدرته على إيجاد كل شيء، وقدرته على إعدام كل شيء، وقدرته على تغيير كل شيء، وقدرته على إحياء كل شيء، وقدرته على إماتة كل شيء، وقدرته على رزق كل شيء، وقدرته على إهلاك كل شيء، وقدرته على نفع كل شيء، وقدرته على ضر كل شيء، وقدرته على إعزاز كل شيء، وقدرته على إذلال كل شيء، وقدرته على تكريم كل شيء، وقدرته على إهانة كل شيء، وقد قال الله تعالى في سورة البقرة: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}، وقال تعالى في سورة الأنعام: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال تعالى في سورة الرعد: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.

ثالثاً: معنى منع الله تعالى لخلقه

منع الله تعالى لخلقه هو حفظه لهم من كل سوء، وحمايتهم من كل مكروه، وصرف شرور الدنيا والآخرة عنهم، وقد قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَإِنَّ لَنْ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}، وقال تعالى في سورة آل عمران: {فَأَوْحَى إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}، وقال تعالى في سورة الأنعام: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يُسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}.

رابعاً: أمثلة على منع الله تعالى لخلقه

هناك العديد من الأمثلة على منع الله تعالى لخلقه، منها:

إنقاذ سيدنا نوح عليه السلام وأهله والذين معه في السفينة من الغرق.

إنقاذ سيدنا إبراهيم عليه السلام من النار.

إنقاذ سيدنا موسى عليه السلام وبني إسرائيل من فرعون وجنوده.

إنقاذ سيدنا عيسى عليه السلام من اليهود.

إنقاذ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قريش.

خامساً: الحكمة من منع الله تعالى لخلقه

هناك العديد من الحكم من منع الله تعالى لخلقه، منها:

حماية خلقه من الشرور.

إظهار قدرته وعظمته.

اختبار عباده وإظهار صبرهم وإيمانهم.

إظهار عدله ورحمته.

تربية خلقه وتقويم سلوكهم.

سادساً: واجب العبد تجاه منع الله تعالى له

ينبغي على العبد أن يشكر الله تعالى على منعه له، وأن يحمده على ذلك، وأن يدعوه أن يزيده من فضله، وأن يثني عليه بما هو أهله، وأن يذكره بين الناس، وأن يحثهم على شكره، وأن يحذرهم من كفره.

سابعاً: الخاتمة

وفي الختام، فإن الله تعالى هو المانع بقدرته خلقه، وهو الذي يحفظهم من كل سوء، ويحميهم من كل مكروه، ويصرف عنهم شرور الدنيا والآخرة، وقد أمرنا الله تعالى بشكره على ذلك، وبحمده، وبالتوكل عليه، وبالتفويض إليه، وبالتسليم لقضائه وقدره، نسأل الله تعالى أن يمن علينا بفضله ورحمته، وأن يحفظنا من كل سوء، وأن يرزقنا حسن الختام.

أضف تعليق