يد جدتي

يد جدتي

يد جدتي

تتراءى في مخيلتي ملامح يدي جدتي، تلك اليدان اللتان امتدتا في الزمن تحملان معهما قصصًا وحكايات، عاشتا تجارب مريرة وحلوة، وتركتا أثرًا بالغًا في حياتي. وفي هذه السطور، أستحضر ذكرياتي عن أيادي جدتي الحنونة وأروي حكاياتها وأدون دروسها.

أيدي عاملة

منذ نعومة أظفاري، اعتادت جدتي على العمل بجد واجتهاد. كانت يداها دائمًا منشغلتين، سواء في المنزل أو في الحقل. في المنزل، كانت جدتي تتولى جميع المهام المنزلية، من الطبخ والتنظيف إلى رعاية الأبناء والأحفاد. أما في الحقل، فقد كانت تعمل جنبًا إلى جنب مع زوجها في الزراعة وتربية الحيوانات. كانت يداها قويتين ومتينتين، وتتحملان أي مشقة أو تعب.

أيدي حنونة

لم تكن يدا جدتي عاملة فحسب، بل كانتا أيضًا حنونتين ومليئتين بالحب. كانت جدتي دائمًا تمسك بيدي عندما كنت طفلًا صغيرًا، وتأخذني معها في جولة حول المنزل أو الحقل. كانت يداها دافئتين ومريحين، وتجعلني أشعر بالأمان والحب. كما كانت جدتي تحب أن تداعبني وتحتضنني، وتجعلني أشعر بأنني محبوب ومميز.

أيدي معطاءة

لم تكن جدتي تبخل على أحد بعطائها. كانت دائمًا مستعدة لمساعدة المحتاجين، سواء من الأقارب أو الجيران أو حتى الغرباء. كانت تمنحهم المال والطعام والملبس، وتقدم لهم يد العون في أوقات الشدة. كانت يدا جدتي مثل نهر متدفق من العطاء، لا ينضب أبدًا.

أيدي صابرة

واجهت جدتي العديد من الصعوبات والتحديات في حياتها، إلا أنها كانت دائمًا صابرة وقوية. لم تستسلم أبدًا للظروف الصعبة، بل واجهتها بشجاعة وإصرار. كانت يداها هي رمز صبرها وقوتها، فقد كانتا تحملان آثار العمل الشاق والتعب، لكنهما لم ترخيا أبدًا.

أيدي حكيمة

كانت جدتي امرأة حكيمة، تمتلك خبرة طويلة في الحياة. كانت دائمًا تقدم لي النصائح والتوجيهات، وتساعدني على اتخاذ القرارات الصحيحة. كانت يداها هي رمز حكمتها، فقد كانتا تتجعدان وتنمنم عليهما بآثار الزمن، لكنهما كانتا تحتويان على كنوز من المعرفة والخبرة.

أيدي متعبة

مع تقدم جدتي في السن، بدأت يداها تتعب وتضعف. لم تعد قادرة على العمل الجاد كما كانت من قبل، ولم تعد تمتلك نفس القوة والمتانة. لكنها لم تستسلم للضعف، بل واصلت العطاء والتضحية من أجل أسرتها. كانت يداها هي رمز للصمود والتحدي، فقد كانتا قد أنهكهما الزمن والتعب، لكنهما لم تتوقفا أبدًا عن العطاء.

أيدي خالدة

توفيت جدتي منذ سنوات عديدة، لكن ذكراها لا تزال حية في قلبي. أتذكر دائمًا يديها الحنونة والمتعبة، وأشعر بدفئهما وراحتهما. إنها يدان خلّدتا في ذاكرتي، وتركتا أثرًا بالغًا في حياتي.

وفي ختام هذه المقالة، أتوجه بالشكر والتقدير لجميع الجدات في العالم، اللواتي وهبن حياتهن وأوقاتهن من أجل إسعاد أحفادهن. إن أياديهن هي رمز للحب والعطاء والتضحية، وهي تستحق كل الاحترام والتقدير.

أضف تعليق