سورة الفرقان من أسماء الله الحسنى
مقدمة
سورة الفرقان هي السورة الخامسة والعشرون في القرآن الكريم، وهي من السور المكية، وعدد آياتها سبعون وثمان آيات، نزلت بعد سورة النمل، وهي من السور التي اشتملت على العديد من الحكم والأوامر والنواهي، وسُميت بهذا الاسم لأنها فرقت بين الحق والباطل، وبين المؤمنين والكافرين.
الفرقان بين الحق والباطل
بينت السورة الفرق بين الحق والباطل من خلال عرض صفات كل منهما، فوصفت الحق بأنه ثابت لا يتغير، وأنه مبني على الدلائل والبراهين، أما الباطل فهو متغير وغير ثابت، وأنه مبني على الأوهام والظنون.
كما بينت السورة أن الحق له غلبة وسيادة على الباطل، وأن الباطل لا يمكن أن ينتصر على الحق مهما كان قوياً.
ودعت السورة المسلمين إلى التمسك بالحق والدفاع عنه، وإلى نبذ الباطل ومحاربته.
الفرقان بين المؤمنين والكافرين
ذكرت السورة صفات المؤمنين والكافرين، فوصفت المؤمنين بأنهم الذين آمنوا بالله وبرسله وباليوم الآخر، وأنهم يعملون الصالحات ويتقون الله، أما الكافرون فهم الذين كفروا بالله وبرسله وباليوم الآخر، وأنهم يعملون السيئات ويفسدون في الأرض.
كما بينت السورة أن المؤمنين لهم منزلة عظيمة عند الله، وأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، وأن الكافرين لهم سوء العذاب في الدنيا والآخرة.
ودعت السورة المسلمين إلى الإيمان بالله وبرسله وباليوم الآخر، وإلى العمل الصالح واتقاء الله.
أوجه التفريق بين الفرقان والتمييز
للفرقان سبع آيات وردت في ثلاث سور مختلفة من القرآن الكريم، أما التمييز فقد ورد ذكرها في آية واحدة بسورة الأنفال.
كما أن الفرقان يختص بسورة واحدة قرآنية هي سورة الفرقان، بينما التمييز منتشر في آيات متعددة في العديد من سور القرآن الكريم.
يطلق لفظ الفرقان في عموم معاني التمييز، بينما التمييز لا يطلق تطلقا اصطلاحاً لمعنى الفرقان.
الله سبحانه وتعالى هو الذي يفرق بين الحق والباطل
من أسماء الله الحسنى “الفرقان”، وهو الذي يفرق بين الحق والباطل، وبين المؤمنين والكافرين.
وهو الذي أنزل القرآن الكريم على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليكون فرقاناً بين الناس، وهدىً ورحمةً للعالمين.
كما أنه هو الذي يفرق بين الناس يوم القيامة، ويحاسبهم على أعمالهم، ويدخلهم الجنة أو النار.
فضل سورة الفرقان وثوابها
وردت روايات كثيره عن النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الكرام في فضل سورة الفرقان وثوابها.
عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: “من قرأ سورة الفرقان في كل ليلة جمعة لم ينس شيئاً أبداً”.
وعن الإمام الرضا (عليه السلام) قال: “من قرأ سورة الفرقان دخل الجنة”.
أهم الدروس المستفادة من سورة الفرقان
التمسك بالحق والدفاع عنه، ونبذ الباطل ومحاربته.
الإيمان بالله وبرسله وباليوم الآخر، والعمل الصالح واتقاء الله.
الاعتماد على الله وحده في كل الأمور، وعدم الركون إلى الطاغوت.
الصبر على البلاء والشدائد، واليقين بأن الله مع الصابرين.
الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم الإكراه في الدين.
خاتمة
سورة الفرقان هي سورة عظيمة اشتملت على العديد من الأحكام والأوامر والنواهي، وهي من السور التي يجب على المسلمين تدبرها والعمل بأحكامها، حتى ينالوا رضا الله تعالى والفوز في الدنيا والآخرة.