المقدمة
يُعتبر اضطراب طيف التوحد اضطرابًا معقدًا في النمو يصيب الدماغ، ويؤثر على الطريقة التي يتواصل بها الطفل ويتفاعل مع الآخرين وبيئته. إذ تبدأ أعراض اضطراب طيف التوحد في الظهور خلال مرحلة الطفولة المبكرة، وقد تستمر مدى الحياة.
أعراض اضطراب طيف التوحد
يوجد مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تشير إلى إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد، ومن بين هذه الأعراض ما يلي:
صعوبة في التواصل الاجتماعي: قد يواجه الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد صعوبة في التواصل الاجتماعي، مثل: عدم القدرة على التواصل بالعين، أو عدم القدرة على فهم مشاعر الآخرين، أو عدم القدرة على إجراء محادثة سلسة.
سلوكيات نمطية ومحدودة: قد يبدي الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد سلوكيات نمطية ومحدودة، مثل: تكرار نفس الكلمات أو الحركات، أو الاهتمام الشديد بتفاصيل معينة، أو التململ المستمر.
صعوبة في التخيل: قد يواجه الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد صعوبة في التخيل، مثل: عدم القدرة على فهم قصص الخيال، أو عدم القدرة على تخيل نفسه في موقف مختلف.
حساسية مفرطة أو منخفضة: قد يكون الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد شديد الحساسية للضوء أو الصوت أو اللمس، أو قد يكون منخفض الحساسية لهذه المنبهات.
صعوبة في التناسق الحركي: قد يواجه الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد صعوبة في التناسق الحركي، مثل: صعوبة في المشي أو الركض أو رمي الكرة.
صعوبة في التعلم: قد يواجه الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد صعوبة في التعلم، مثل: صعوبة في القراءة أو الكتابة أو الحساب.
مشاكل سلوكية: قد يعاني الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل سلوكية، مثل: العدوانية أو الانسحاب أو نوبات الغضب.
أنواع اضطراب طيف التوحد
يوجد ثلاثة أنواع رئيسية من اضطراب طيف التوحد، وهي:
اضطراب التوحد الكلاسيكي: يُعتبر هذا النوع من اضطراب طيف التوحد هو الأكثر شيوعًا، وهو يتميز بصعوبات شديدة في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى وجود سلوكيات نمطية ومحدودة.
متلازمة أسبرجر: يُعتبر هذا النوع من اضطراب طيف التوحد أقل شيوعًا، وهو يتميز بصعوبات في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي، ولكن لا يُظهر الطفل سلوكيات نمطية ومحدودة شديدة.
اضطراب النمو المتفشي (اضطراب ريت): يُعتبر هذا النوع من اضطراب طيف التوحد نادرًا، وهو يتميز بتدهور تدريجي في المهارات اللغوية والاجتماعية والحركية.
أسباب اضطراب طيف التوحد
لا يوجد سبب واحد معروف لاضطراب طيف التوحد، ولكن يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا في الإصابة بهذا الاضطراب.
علاج اضطراب طيف التوحد
لا يوجد علاج شافٍ لاضطراب طيف التوحد، ولكن يمكن للتدخل المبكر والعلاج المناسب أن يساعدا في تحسين الأعراض وتقليل المشاكل المرتبطة بهذا الاضطراب.
التدخل المبكر
يُعتبر التدخل المبكر هو المفتاح لتحسين النتائج لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. إذ يمكن للتدخل المبكر أن يساعد في تحسين التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي، وتقليل السلوكيات النمطية والمحدودة، وتحسين المهارات اللغوية والتعليمية.
العلاج المناسب
يوجد مجموعة من العلاجات التي يمكن أن تساعد في تحسين أعراض اضطراب طيف التوحد، ومن بين هذه العلاجات ما يلي:
العلاج السلوكي: يُعتبر العلاج السلوكي هو العلاج الأكثر شيوعًا لاضطراب طيف التوحد، وهو يهدف إلى تغيير السلوكيات غير المرغوب فيها وتعزيز السلوكيات المرغوب فيها.
العلاج اللغوي: يُعتبر العلاج اللغوي مفيدًا للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد الذين يعانون من صعوبات في التواصل اللفظي أو غير اللفظي.
العلاج المهني: يُعتبر العلاج المهني مفيدًا للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد الذين يعانون من صعوبات في المهارات الحركية الدقيقة والمهارات الحركية الإجمالية.
العلاج الفيزيائي: يُعتبر العلاج الفيزيائي مفيدًا للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد الذين يعانون من صعوبات في التوازن والتنسيق الحركي.
الأدوية: يمكن استخدام الأدوية لعلاج بعض الأعراض المرتبطة باضطراب طيف التوحد، مثل: مشاكل السلوك والقلق والاكتئاب.
الوقاية من اضطراب طيف التوحد
لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من اضطراب طيف التوحد، ولكن يمكن للآباء والأمهات اتخاذ بعض الخطوات لتقليل خطر إصابة أطفالهم بهذا الاضطراب، ومن بين هذه الخطوات ما يلي:
الحصول على رعاية صحية جيدة أثناء الحمل: يُعتبر الحصول على رعاية صحية جيدة أثناء الحمل مهمًا لتقليل خطر إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد. إذ يمكن للطبيب أن يراقب صحة الأم والطفل أثناء الحمل ويتخذ الإجراءات اللازمة لتقليل المخاطر.
التطعيمات: يمكن أن تساعد التطعيمات في الوقاية من بعض الأمراض التي يُعتقد أنها مرتبطة باضطراب طيف التوحد، مثل: الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية.
التدخل المبكر: يمكن للتدخل المبكر أن يساعد في تحسين النتائج لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. إذ يمكن للأطباء والمختصين اكتشاف اضطراب طيف التوحد مبكرًا وتوفير التدخل المناسب لتحسين الأعراض وتقليل المشاكل المرتبطة بهذا الاضطراب.