أكرمكم عند الله اتقاكم
مقدمة:
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (سورة الحجرات، الآية 13). وفي هذا المقال، سنتناول معنى هذه الآية الكريمة والنعم المتعددة التي ينالها المتقون، والكيف يمكن للناس أن يكتسبوا التقوى ويحققوا كمالها في حياتهم.
1. معنى التقوى:
التقوى في اللغة تعني “الخوف والحذر”، أما في الشرع فهي “أن يتقي العبد ما أمر الله به وينهى عنه”. والتقوى هي أساس الدين الإسلامي، وهي ركن من أركان الإيمان.
2. فضل التقوى:
للتموي فضل كبير عند الله تعالى، وهو من الأخلاق الحميدة التي يتصف بها المسلمون، ولهذا فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في العديد من المواضع، ومن ذلك ما ورد في قوله تعالى: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات: 13)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اتقى الله وقاه، ومن ورع كفاه، ومن قنع أغناه، ومن صبر أظفره، ومن شكر زاده، ومن توكل على الله كفاه”. رواه الترمذي.
3. درجات التقوى:
للتقوى درجات، فأعلاها وأكملها أن يراقب العبد الله تعالى في جميع أقواله وأفعاله، ويخاف من سخطه وعقابه، ويحرص على طاعته ورضاه. وهذا هو مقام الصديقين والشهداء والصالحين.
4. ثمار التقوى:
ثمار التقوى كثيرة ومتنوعة، منها:
محبة الله تعالى ورضاه.
العزة والكرامة في الدنيا والآخرة.
النجاة من عذاب النار.
دخول الجنة ونيل ثوابها العظيم.
5. كيف نكتسب التقوى:
لكسب التقوى، يجب على المسلم أن:
يلتزم بالشرائع الإسلامية، ويحرص على أداء العبادات المفروضة عليه.
يتحلى بالأخلاق الحميدة، ويتجنب الأخلاق الذميمة.
يكثر من ذكر الله تعالى، ويقوم الليل، ويتصدق.
يجاهد نفسه ويغالب هواها، ويصبر على المصائب والابتلاءات.
6. أهمية التقوى في بناء المجتمع:
التقوى هي أساس بناء المجتمع الإسلامي القوي والمتماسك. والمجتمع الذي يتصف أفراده بالتقوى يتمتع بالعديد من الفضائل، منها:
الأمن والاستقرار.
العدل والمساواة.
التعاون والتكافل.
الرخاء والازدهار.
7. القدوة الحسنة في اكتساب التقوى:
رسولنا الكريم هو القدوة الحسنة في اكتساب التقوى، فقد كان أتقى الناس وأكثرهم خشية لله تعالى.
يجب أن يقتدي المسلمون برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أقواله وأفعاله، وأن يتخذوه أسوة حسنة لهم في حياتهم.
خاتمة:
التقوى هي أعلى درجات الإيمان، وهي مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة. فالمتقون هم أكرم الناس عند الله تعالى، وهم الذين ينالون رضاه ورحمته ورضوانه. ولذلك، يجب على كل مسلم أن يسعى جاهدًا لاكتساب التقوى، والتحلي بها في جميع أقواله وأفعاله.