الأخلاق عند أوغسطين

الأخلاق عند أوغسطين

مقدمة

أوغسطين هو أحد أهم المفكرين المسيحيين في التاريخ الغربي. كان فيلسوفًا ولاهوتيًا وكاتبًا غزير الإنتاج، ترك وراءه مجموعة كبيرة من الأعمال التي أثرت على الفكر المسيحي والعلماني على حد سواء. في هذا المقال، سوف نستكشف الأخلاق عند أوغسطين، بما في ذلك آرائه حول الطبيعة البشرية، والفضيلة، والشر، والإرادة الحرة.

مفهوم الطبيعة البشرية عند أوغسطين

كان أوغسطين يعتقد أن الطبيعة البشرية قد فسدت بسبب الخطيئة الأصلية. ورأى أن البشر يولدون مع ميول خاطئة نحو الخطيئة، وأنهم عاجزون عن تحقيق الخلاص بجهودهم الخاصة. ومع ذلك، كان أوغسطين يؤمن أيضًا بقدرة الإنسان على النعمة الإلهية. ورأى أن النعمة هي قوة خارقة للطبيعة يمكن أن تساعد البشر على التغلب على ميولهم الخاطئة نحو الخطيئة وتحقيق الخلاص.

مفهوم الفضيلة عند أوغسطين

كان أوغسطين يعتقد أن الفضيلة هي العيش حياة متوافقة مع العقل والإيمان. ورأى أن هناك أربع فضائل رئيسية: الحكمة، والعدالة، والشجاعة، والعفة. ورأى أن هذه الفضائل ضرورية لتحقيق السعادة الحقيقية.

مفهوم الشر عند أوغسطين

كان أوغسطين يرى أن الشر هو غياب الخير. ورأى أن هناك نوعين من الشر: الشر الأخلاقي والشر الطبيعي. الشر الأخلاقي هو الشر الذي يسببه البشر بإرادتهم الحرة، بينما الشر الطبيعي هو الشر الذي يحدث في العالم بشكل طبيعي، مثل الكوارث الطبيعية والمرض.

مفهوم الإرادة الحرة عند أوغسطين

كان أوغسطين يعتقد أن البشر لديهم إرادة حرة، أي القدرة على اختيار ما يفعلون. ورأى أن الإرادة الحرة ضرورية لتحقيق المسؤولية الأخلاقية. ومع ذلك، كان أوغسطين يرى أيضًا أن الإرادة الحرة محدودة بميول البشر الخاطئة نحو الخطيئة.

مفهوم النعمة عند أوغسطين

كان أوغسطين يعتقد أن النعمة هي قوة خارقة للطبيعة يمكن أن تساعد البشر على التغلب على ميولهم الخاطئة نحو الخطيئة وتحقيق الخلاص. ورأى أن النعمة هي هدية مجانية من الله وأنها ليست شيئًا يستحقه البشر.

مفهوم الخلاص عند أوغسطين

كان أوغسطين يعتقد أن الخلاص هو عملية مستمرة تبدأ بالإيمان بالمسيح وتستمر طوال حياة المسيحي. ورأى أن الخلاص هو عملية تحويل وتجديد، وأنها تتطلب تعاونًا بين الإنسان والله.

الخاتمة

كانت أخلاق أوغسطين مؤثرة بشكل كبير في الفكر المسيحي والعلماني على حد سواء. كان أوغسطين مفكرًا عميقًا ترك وراءه مجموعة كبيرة من الأعمال التي لا تزال تُقرأ وتُدرس حتى اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *