يعتبر أبو الطيب المتنبي أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي، واشتهر بقصائد المدح والهجاء والرثاء والحكمة، وقد قال عنه ابن رشيق في كتابه “العمدة” أنه “أشعر الناس”، بينما وصفه أبو العلاء المعري بأنه “أعجوبة الدهر”.
وتتميز قصائد المتنبي بأسلوبها الرائع وصورها الشعرية المبدعة وعمق معانيها، وقد حظيت قصائده بشهرة واسعة وتم تداولها على نطاق واسع بين الناس.
1- قصيدة “المتنبي في مدح سيف الدولة الحمداني”
وهي من أروع قصائد المتنبي وأشهرها، وقد مدح فيها سيف الدولة الحمداني أمير حلب، ويصف فيها الشاعر عظمة سيف الدولة وقوته وشجاعته، كما يتحدث عن انتصاراته في الحرب.
أبيات من القصيدة:
سيف الدولة الذي طال نآه فشكا طول انفرادي بالجوى
قد مضى والكلب يلهث خلفه قلقًا يرى نفسه من ربوة
قد مضى والجو مشغول برعدٍ من حوافر خيله والجيش يهوي
2- قصيدة “المتنبي في رثاء نفسه”
وهي قصيدة مؤثرة، يعبر فيها الشاعر عن حزنه على نفسه ويدرك اقتراب موته، ويتحدث عن وضعه الصعب وظروفه السيئة، ويطلب من الله الرحمة والمغفرة.
أبيات من القصيدة:
أيتها النفس التي إن جاد ضنّت وإن أبى سألت من حيث لا تُعطى
فهل ترى قلبًا أصم وسمعًا أصم وعينًا عمياء لا تنظر الأشيا
وما حظي من الدنيا ومن تيهه سوى التعب والآلام والضيق والضيقا
3- قصيدة “المتنبي في هجاء كافور الإخشيدي”
وهي قصيدة لاذعة، يهاجم فيها الشاعر كافور الإخشيدي الذي تولى حكم مصر بعد وفاة الإخشيد، ويصفه بالظلم والجبن والبخل، ويتهمه بأنه ليس من أصل عربي.
أبيات من القصيدة:
من مبلغ كافور الذي يملك مصرًا بأن أمير المؤمنين عريق
وانه في مصر يأمر جيشًا لولا جموع الناس كان فريق
يا مسبل الذيل الذي ذيله ذيل يا من على عينيه غشاوة جفن
4- قصيدة “المتنبي في الحكمة”
وهي قصيدة فلسفية، يتحدث فيها الشاعر عن معنى الحياة والدنيا، ويتأمل في أحوال الناس وطبيعة الزمن، ويحذر من مغريات الحياة الزائلة.
أبيات من القصيدة:
عوجا على رسمٍ درس رسمُه فاليوم أضحى بالرسوم محيلاً
لا دار هذا اليوم إلا داره كأنما الدنيا له أهلًا وظلاً
يا من يرى الدنيا ويغتر بها ويظنها شغلًا وبطلاً
5- قصيدة “المتنبي في الغزل”
وهي قصيدة رومانسية، يتغزل فيها الشاعر بمحبوبته، ويصف جمالها وخصالها الحميدة، ويعبر عن حبه لها وتعلقه بها.
أبيات من القصيدة:
فيك شتات الفكر من نحو الهوى وتفرق القلب من نحو الشجون
يا ظبية الصحراء صح لي ولا تقعي بصحراء الغضا في ليوث
لا بد أن تجمعنا الأيام في جنبٍ فما كل جفانٍ من ثنون
6- قصيدة “المتنبي في وصف الطبيعة”
وهي قصيدة ساحرة، يصف فيها الشاعر مناظر الطبيعة الخلابة، ويتحدث عن جمال الجبال والأنهار والزهور، ويعبر عن عشقه للطبيعة وتعلقه بها.
أبيات من القصيدة:
سقى الله أيام الشباب الأولى وبالأمس ما قد كان من ذا البارح
رأيت بها الماضي يلوح كأنه من الحاضر الأدنى على الواضح
وعاودني عهد الصبا فبكيت إذ تخيلت شخصًا عهده منبعث
7- قصيدة “المتنبي في المدح”
وهي قصيدة ممدوحة، يمدح فيها الشاعر بعض الشخصيات البارزة في عصره، ويصف مآثرهم وإنجازاتهم، ويتضرع إليهم طالبًا العطاء والمساندة.
أبيات من القصيدة:
لك المجد يا ذا المجد في كل بلدة أنت الذي عوضتنا عن جلاله
لك اللطف والبر الكريم طبعه ولك المكارم كلها يا حلاله
لك جيد نسج المجد فيه عقوده ولك الشمائل تحفظن بجماله
خاتمة:
تعتبر قصائد المتنبي من أهم وأروع القصائد في الشعر العربي، وقد حظيت بشهرة واسعة بين الناس وتم تداولها على نطاق واسع، وتتميز قصائده بأسلوبها الرائع وصورها الشعرية المبدعة وعمق معانيها، وقد قال عنه ابن رشيق في كتابه “العمدة” أنه “أشعر الناس”، بينما وصفه أبو العلاء المعري بأنه “أعجوبة الدهر”.