الآيات المنسوخة
مقدمة:
النسخ في اللغة هو الرفع والإزالة، وفي الاصطلاح الشرعي هو رفع الحكم الشرعي السابق بحكم شرعي لاحق، والآية المنسوخة هي الآية التي رفع حكمها بحكم آخر جاء بعدها، والآية الناسخة هي الآية التي جاءت بعد الآية المنسوخة ورفعت حكمها.
أسباب النسخ:
1. تغير الأحوال والظروف: فقد ينسخ الحكم الشرعي بسبب تغير الأحوال والظروف التي كان قد شرع من أجلها، كما نسخ حكم القتال مع المشركين في صلح الحديبية بسبب تغير الظروف السياسية والعسكرية.
2. وجود مصلحة أعلى: فقد ينسخ الحكم الشرعي بسبب وجود مصلحة أعلى تقتضي نسخه، كما نسخ حكم تحريم الخمر بسبب وجود مصلحة أعلى في تحريمها وهي حفظ العقول.
3. وجود حكمة أسمى: فقد ينسخ الحكم الشرعي بسبب وجود حكمة أسمى تقتضي نسخه، كما نسخ حكم القصاص بسبب وجود حكمة أسمى في العفو والتسامح.
أقسام النسخ:
1. النسخ الحكمي: وهو نسخ الحكم دون تلاوة الآية، كما في نسخ حكم تحريم الخمر بآية تحليلها.
2. النسخ التلاوي: وهو نسخ الحكم وتلاوة الآية معًا، كما في نسخ آية الرجم بآية الجلد والرجم.
أنواع النسخ:
1. النسخ الصريح: وهو النسخ الذي يكون فيه الحكم الناسخ صريحًا في نسخ الحكم المنسوخ، كما في قوله تعالى: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275].
2. النسخ الضمني: وهو النسخ الذي يكون فيه الحكم الناسخ ضمنيًا وليس صريحًا، كما في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة: 234].
3. النسخ الإجماعي: وهو النسخ الذي يكون بإجماع العلماء على نسخ آية معينة، كما في إجماعهم على نسخ آية الرجم بآية الجلد والرجم.
حكم العمل بالآيات المنسوخة:
لا يجوز العمل بالآيات المنسوخة بعد نسخها، لأن العمل بها بعد نسخها يكون مخالفة للحكم الشرعي الجديد الذي جاء بنسخها.
شروط النسخ:
1. أن يكون الحكم المنسوخ ثابتًا بدليل قطعي.
2. أن يكون الحكم الناسخ ثابتًا بدليل قطعي.
3. أن يكون الحكم الناسخ متأخرًا عن الحكم المنسوخ.
4. أن يكون الحكم الناسخ عامًا شاملًا للحكم المنسوخ.
أمثلة على الآيات المنسوخة:
1. نسخ حكم تحريم الخمر بآية تحليلها.
2. نسخ حكم القصاص بآية الجلد والرجم.
3. نسخ حكم المتعة بآية تحريمها.
4. نسخ حكم الرجم بآية الجلد والرجم.
5. نسخ حكم الوضوء بالتراب بآية الوضوء بالماء.
خاتمة:
النسخ من الأمور الثابتة في الشريعة الإسلامية، وهو من الأمور التي يجب على المسلم معرفتها وفهمها، حتى لا يقع في مخالفة الحكم الشرعي الجديد الذي جاء بنسخ الحكم الشرعي القديم.