مقدمة
يجمع علماء النفس بأن التجاهل المتعمد من أكثر الأفعال المؤذية التي يمكن للشخص أن يفعلها لشخص آخر. إنه نوع من الإساءة العاطفية يمكن أن يكون له آثار مدمرة على الصحة العقلية والعاطفية والجسدية للشخص. فهو أسوأ بكثير من مجرد إهانة لشخص ما أو القسوة عليه لمرة واحدة، بل إنه يمثل إهمالًا مستمرًا ومُتعمدًا لوجوده، ومنع أي اتصال معه أو محاولة التواصل معه.
1. أسباب التجاهل المتعمد:
1.1 لعب دور السيطرة: يمكن أن يتجاهل الناس الآخرين كوسيلة لممارسة السيطرة عليهم. من خلال تجاهل شخص ما، يمكن لمتجاهله أن يجعله يشعر بأنهم غير مرئيين وغير مهمين، وأن لا قيمة لهم في حياته.
1.2 الانتقام: يمكن أن يكون التجاهل المتعمد أيضًا وسيلة للانتقام من شخص ما على شيء فعله أو قاله. يمكن أن يدفع الحقد أو الغضب أو الرغبة في التسبب في الأذى شخصًا ما إلى تجاهل شخص آخر.
1.3 حماية الذات: في بعض الأحيان، يتجاهل الناس الآخرين كوسيلة لحماية أنفسهم من الأذى. قد يشعرون بأنهم مستهدفون أو مهددون من قبل شخص ما، فيلجأون إلى تجاهله كوسيلة للدفاع عن أنفسهم.
2. أنواع التجاهل المتعمد:
2.1 التجاهل الكامل: هذا هو النوع الأكثر وضوحًا من التجاهل، حيث يتجاهل الشخص الآخر تمامًا. يتجنب إجراء أي اتصال بالعين أو التحدث إليه أو الاعتراف بوجوده بأي شكل من الأشكال.
2.2 التجاهل الانتقائي: هذا النوع من التجاهل أكثر دهاءً، حيث يتجاهل الشخص شخصًا آخر في بعض المواقف أو الأماكن، بينما يتفاعل معه بشكل طبيعي في مواقف أو أماكن أخرى.
2.3 التجاهل العاطفي: هذا النوع من التجاهل يحدث عندما يتجاهل الشخص مشاعر شخص آخر أو يحاول التقليل من أهميتها. قد يفعلون ذلك عن طريق التقليل من شأنها أو تجاهلها تمامًا أو جعل الشخص الآخر يشعر بأنه حساس للغاية أو مبالغ فيه.
3. آثار التجاهل المتعمد:
3.1 العزلة: يمكن للتجاهل المتعمد أن يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق ومشاكل الصحة العقلية الأخرى.
3.2 تدني احترام الذات: يمكن للتجاهل المتعمد أيضًا أن يؤدي إلى تدني احترام الذات، مما قد يؤدي إلى مشاكل في العلاقات الشخصية وفي العمل وفي مجالات الحياة الأخرى.
3.3 مشاكل جسدية: يمكن للتجاهل المتعمد أيضًا أن يؤدي إلى مشاكل جسدية، مثل الصداع والأرق ومتلازمة القولون العصبي ومشاكل المناعة.
4. التعامل مع التجاهل المتعمد:
4.1 تحديد سبب التجاهل: أول خطوة للتعامل مع التجاهل المتعمد هي محاولة تحديد سبب حدوثه. بمجرد معرفة سبب التجاهل، يمكنك البدء في وضع خطة للتعامل معه.
4.2 التعبير عن مشاعرك: إذا كنت تشعر بالأذى أو الغضب بسبب التجاهل المتعمد، فمن المهم أن تعبر عن مشاعرك بطريقة صحية. يمكنك التحدث إلى صديق أو فرد من العائلة، أو كتابة يوميات، أو ممارسة التأمل أو اليوجا.
4.3 وضع حدود: إذا كان التجاهل المتعمد مستمرًا، فقد تحتاج إلى وضع حدود مع الشخص الذي يتجاهلك. يمكنك أن تخبره أنك لن تتسامح بعد الآن مع تجاهله، وأنك ستبتعد عنه إذا استمر في تجاهلك.
5. أنواع مختلفة من التجاهل:
5.1 التجاهل المتعمد: يحدث عندما يتجاهل الشخص شخصًا آخر عن قصد وعن عمد. يمكن أن يكون هذا النوع من التجاهل مؤلمًا للغاية للشخص المُهمل، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.
5.2 التجاهل غير المتعمد: يحدث عندما يتجاهل الشخص شخصًا آخر دون أن يدرك ذلك. قد يحدث هذا النوع من التجاهل بسبب انشغال الشخص أو عدم انتباهه أو عدم وعيه بوجود الشخص الآخر.
5.3 التجاهل الإيجابي: يحدث عندما يتجاهل الشخص شخصًا آخر من أجل حمايته أو مساعدته. على سبيل المثال، قد يتجاهل أحد الوالدين طفله عندما يكون غاضبًا أو منزعجًا من أجل حمايته من إيذائه.
6. آثار التجاهل على الشخص المتجاهل:
6.1 الشعور بالذنب: قد يشعر الشخص المتجاهل بالذنب أو الندم بسبب تجاهله لشخص آخر. يمكن أن يؤدي هذا الشعور بالذنب إلى مشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب.
6.2 فقدان الثقة: قد يفقد الشخص المتجاهل ثقة الآخرين به. عندما يتجاهل شخصًا آخر، فإنه يرسل رسالة مفادها أنه لا يهتم به أو لا يحترمه. هذا يمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة في الشخص المتجاهل.
6.3 العزلة: قد يعاني الشخص المتجاهل من العزلة الاجتماعية. عندما يتجاهل شخصًا آخر، فإنه يبتعد عنه ويقطع علاقته به. هذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والعزلة.
7. استراتيجيات التعامل مع التجاهل:
7.1 التحدث إلى الشخص المتجاهل: إذا كنت تُهمل من قبل شخص ما، فحاول التحدث إليه وإخباره كيف يؤثر تجاهله عليك. قد لا يكون الشخص المتجاهل مدركًا للتأثير السلبي لتجاهله عليك، وقد يكون على استعداد لتغيير سلوكه إذا كان يعرف أنه يضر بك.
7.2 وضع حدود: إذا لم يكن الشخص المتجاهل على استعداد لتغيير سلوكه، فقد تحتاج إلى وضع حدود معه. قد يعني هذا الحد من الاتصال به أو تجنب التواجد معه في بعض الأماكن.
7.3 التركيز على نفسك: إذا كنت تُهمل من قبل شخص ما، فمن المهم التركيز على نفسك وعلى سعادتك. افعل الأشياء التي تحبها وقضاء الوقت مع الأشخاص الذين يهتمون بك. لا تدع التجاهل يُفسد حياتك.
الخلاصة:
التجاهل المتعمد هو سلوك مؤذٍ يمكن أن يكون له آثار مدمرة على الصحة العقلية والعاطفية والجسدية للفرد. من المهم فهم أسباب التجاهل المتعمد وأنواعه وآثاره من أجل التعامل معه بشكل فعال. هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها للتعامل مع التجاهل المتعمد، بما في ذلك التحدث إلى الشخص المتجاهل، ووضع حدود، والتركيز على النفس.