الذكرى تنفع المؤمنين
المقدمة:
الذكرى هي تذكير النفس بالأمور المهمة التي يمكن أن تساعدها على تحسين حياتها وسلوكها. وتشمل الذكرى تذكر الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى، وتذكر الموت والآخرة، وتذكر نعم الله تعالى علينا، وتذكر قصص السابقين الصالحين، وتذكر العبر والعظات التي يمكن الاستفادة منها في الحياة. والذكرى من أهم العبادات التي أمرنا الله تعالى بها، وهي تنفع المؤمنين في الدنيا والآخرة.
أولاً: الذكرى تزيد الإيمان بالله تعالى:
عندما يذكر المؤمن الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى، فإن ذلك يزيد إيمانه بالله تعالى ويقينه به.
كما أن تذكر نعم الله تعالى علينا يزيد إيماننا بأن الله تعالى هو المنعم علينا بكل شيء، وأننا يجب أن نشكره على هذه النعم.
وتذكر الموت والآخرة يزيد إيماننا بأن الدنيا فانية، وأن الآخرة هي دار البقاء، وأن علينا أن نعمل الصالحات في هذه الدنيا لننال بها النجاة في الآخرة.
ثانياً: الذكرى تزيد التقوى:
عندما يذكر المؤمن الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى، فإن ذلك يزيد تقواه ويخوفه من عذاب الله تعالى.
كما أن تذكر الموت والآخرة يزيد تقوانا ويحاسبنا على أعمالنا في الدنيا، خوفًا من أن نُحاسب عليها في الآخرة.
وتذكر قصص السابقين الصالحين يزيد تقوانا ويحفزنا على اتباعهم في أعمالهم الصالحة.
ثالثاً: الذكرى تزيد الصبر:
عندما يذكر المؤمن الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى، فإن ذلك يزيد صبره على ابتلاءات الدنيا، ويجعله يتوكل على الله تعالى في كل أموره.
كما أن تذكر قصص السابقين الصالحين يزيد صبرنا ويحفزنا على تحمل الصعوبات في الحياة، اقتداءً بهم.
وتذكر الموت والآخرة يزيد صبرنا ويجعلنا نتحمل المصاعب في الدنيا، لأننا نعلم أنها فانية وأن الآخرة هي دار البقاء.
رابعاً: الذكرى تزيد الشكر:
عندما يذكر المؤمن نعم الله تعالى عليه، فإن ذلك يزيد شكره لله تعالى وجعله يقدر هذه النعم.
كما أن تذكر قصص السابقين الصالحين يزيد شكرنا لله تعالى على نعمه علينا، لأننا نرى أنهم كانوا أكثر منا شكرًا لله تعالى على نعمه عليهم.
وتذكر الموت والآخرة يزيد شكرنا لله تعالى على نعمه علينا، لأننا نعلم أن هذه النعم ستنقطع عنا في الآخرة.
خامساً: الذكرى تزيد التوكل على الله تعالى:
عندما يذكر المؤمن الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى، فإن ذلك يزيد توكله على الله تعالى ويجعله يتوكل عليه في كل أموره.
كما أن تذكر قصص السابقين الصالحين يزيد توكلنا على الله تعالى، لأننا نرى أنهم كانوا أكثر منا توكلاً على الله تعالى في كل أمورهم.
وتذكر الموت والآخرة يزيد توكلنا على الله تعالى، لأننا نعلم أننا سنحتاج إلى توفيقه ورحمته في الآخرة.
سادساً: الذكرى تزيد الخوف من الله تعالى:
عندما يذكر المؤمن الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى، فإن ذلك يزيد خوفه من الله تعالى ويجعله يتجنب المعاصي والذنوب.
كما أن تذكر الموت والآخرة يزيد خوفنا من الله تعالى، لأننا نعلم أننا سنُحاسب على أعمالنا في الدنيا في الآخرة.
وتذكر قصص السابقين الصالحين يزيد خوفنا من الله تعالى، لأننا نرى أنهم كانوا أكثر منا خوفًا من الله تعالى.
سابعاً: الذكرى تزيد الرجاء في الله تعالى:
عندما يذكر المؤمن الله تعالى وصفاته وأسمائه الحسنى، فإن ذلك يزيد رجاءه في الله تعالى ويجعله يتوقع الخير منه في الدنيا والآخرة.
كما أن تذكر قصص السابقين الصالحين يزيد رجاءنا في الله تعالى، لأننا نرى أنهم كانوا أكثر منا رجاءً في الله تعالى.
وتذكر الموت والآخرة يزيد رجاءنا في الله تعالى، لأننا نعلم أن الله تعالى هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وأننا سنحتاج إلى رحمته في الآخرة.
الخاتمة:
الذكرى هي من أهم العبادات التي أمرنا الله تعالى بها، وهي تنفع المؤمنين في الدنيا والآخرة. فهي تزيد الإيمان بالله تعالى، والتقوى، والصبر، والشكر، والتوكّل على الله تعالى، والخوف من الله تعالى، والرجاء في الله تعالى. ولذا، يجب على كل مسلم أن يحرص على ذكر الله تعالى في كل أوقاته وأحواله، وأن يجعل الذكر جزءًا لا يتجزأ من حياته اليومية.