إنك ميت وإنهم ميتون

إنك ميت وإنهم ميتون

إنك ميت وإنهم ميتون

مقدمة:

في خضم دوامة الحياة المتسارعة ومتطلباتها الكثيرة، قد نغفل عن حقيقة لا مفر منها، وهي أن الموت حقٌ علينا جميعًا، فكما قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ [العنكبوت: 57]، ولذا يأتي هذا المقال ليركز على أهمية تذكر الموت والبقاء على وعيه في كل لحظة من لحظات حياتنا، لكي نكون مستعدين عندما يحين الوقت ونواجه هذه الحقيقة الحتمية.

1. تذكر الموت:

الموت حقيقة واقعة:

الموت حقيقة لا جدال فيها، فهو حقٌ على كل نفس مهما طال عمرها أو بلغت من المكانة، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، ولذا يتوجب علينا دائمًا تذكر هذه الحقيقة وعدم الغفلة عنها.

استعداد دائم:

يجب أن نستعد دائمًا لملاقاة الموت، سواء كان ذلك من خلال الإعداد الروحي أو المادي، فمن الناحية الروحية، يجب أن نكون على وفاق مع الله تعالى وأن نكون مستعدين لمحاسبته، ومن الناحية المادية، يجب أن نوفي ديوننا ونعالج ما علينا من علاقات.

التخلي عن التعلق بالدنيا:

يجب علينا أن نتخلى عن التعلق الزائد بالدنيا ومتاعها، وإن ندرك أن هذه الدنيا دارٌ فانية، وأن دار البقاء هي الآخرة، وقد قال تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ﴾ [الحديد: 20].

2. الموت ليس نهاية المطاف:

الحياة الآخرة:

يجب أن نؤمن بالحياة الآخرة وأن نكون على يقين بأن الموت ليس نهاية المطاف، بل هو انتقال من حياة الدنيا إلى حياة الآخرة، وقد قال تعالى: ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ [العنكبوت: 64].

حساب الأعمال:

يجب أن ندرك أننا محاسبون على أعمالنا في الدنيا، وأن الله تعالى سيسألنا عن كل صغيرة وكبيرة، وقد قال تعالى: ﴿وَأَنَّ إِلَيْنَا مَرْجِعَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ [الغاشية: 25-26].

جزاء الأعمال:

سيكون جزاء الأعمال في الآخرة إما الجنة أو النار، فمن عمل صالحًا فله جنات النعيم، ومن عمل سيئًا فله نار جهنم، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾ [الشورى: 22-23].

3. تذكر الموت يدعونا إلى العمل الصالح:

حافز العمل الصالح:

يجب أن يكون تذكر الموت حافزًا لنا للعمل الصالح والإكثار من الطاعات، فمن يدرك أنه سيموت وسيحاسب على أعماله، فسوف يسعى جاهدًا إلى فعل الخير واجتناب الشر، وقد قال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 133-134].

التحذير من الأعمال السيئة:

يجب أن يكون تذكر الموت أيضًا سببًا في تحذيرنا من ارتكاب الأعمال السيئة، فمن يدرك أنه سيموت وسيحاسب على أعماله، فسوف يبتعد عن كل ما نهى الله عنه، وقد قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَيَكْرَهُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ﴾ [الزمر: 7].

التوبة النصوح:

إذا كنت قد اقترفت ذنوبًا في الماضي، فيجب أن يكون تذكر الموت دافعًا لك للتوبة النصوح، فالتوبة النصوح هي التي تكون مقترنة بالندم على الذنب والإقلاع عنه والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، وقد قال تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].

4. تذكر الموت يزرع الخشية في القلب:

الخشية من الله:

يجب أن يكون تذكر الموت سببًا في خشيتنا من الله تعالى، فخشية الله هي خشية من عقابه وعذابه، وهي تدفعنا إلى طاعته واجتناب معصيته، وقد قال تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].

الخوف من الموت:

يجب أن يكون تذكر الموت سببًا في خوفنا من الموت، فالموت أمرٌ خطيرٌ وعاقبته وخيمةٌ لمن لم يستعد له، وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا﴾ [لقمان: 33].

الرجاء في رحمة الله:

يجب أن يكون تذكر الموت سببًا في رجائنا في رحمة الله تعالى، فرحمة الله واسعةٌ وكبيرة، وهي تشمل كل شيء، وقد قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 156].

5. تذكر الموت يدعونا إلى العدل والإحسان:

العدل مع الناس:

يجب أن يكون تذكر الموت سببًا في عدلنا مع الناس، فمن يدرك أنه سيموت وسيحاسب على أعماله، فسوف يتعامل مع الناس بالعدل والإنصاف، وقد قال تعالى: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ [النساء: 58].

الإحسان إلى الناس:

يجب أن يكون تذكر الموت سببًا في إحساننا إلى الناس، فمن يدرك أنه سيموت وسيحاسب على أعماله، فسوف يسعى إلى مساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين، وقد قال تعالى: ﴿وَأ

أضف تعليق