الطَّمع في الدنيا

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد،

فالطمع في الدنيا من الأمراض القلبية الخطيرة التي تصيب الإنسان، وهو من أسباب الشقاء والتعاسة في الدنيا والآخرة، فالمطمع في الدنيا دائمًا ما يكون قلقًا ومتوترًا، خائفًا من فقد ما يملك، ولا يشعر بالرضا أبدًا، مهما كثر ماله وولده.

مضار الطمع في الدنيا:

1. يُعمي البصيرة: يجعل الإنسان لا يرى إلا ما يشتهيه، ويعميه عن رؤية الحقائق، ويجعله يفعل ما حرم الله في سبيل تحقيق مآربه الدنيوية.

2. يُفسد القلب: يحول قلب الإنسان إلى حجر، لا يعرف الرحمة ولا الشفقة، ويجعله لا يبالي بآلام الآخرين، طالما أنه يحقق ما يريده.

3. يُوقع في الذنوب: الطمع في الدنيا يجعل الإنسان يفعل أي شيء من أجل تحقيق مآربه، حتى لو كان ذلك يعني ارتكاب المعاصي والذنوب.

4. يُضيع الآخرة: يجعل الإنسان ينسى الآخرة وينشغل بالدنيا، حتى يفوته أجر الآخرة، ويخسر الجنة وينال النار.

5. يسبب القلق والتوتر: الطمع في الدنيا يجعل الإنسان دائمًا قلقًا ومتوترًا، خائفًا من فقد ما يملك، ولا يشعر بالرضا أبدًا، حتى لو كثر ماله وولده.

6. يُبعد الإنسان عن الله تعالى: يجعل الإنسان يعتمد على نفسه وعلى ماله وولده، وينسى أن الله تعالى هو الرزاق وهو الذي يعطي ويمنع، ويحرم الإنسان من رحمة الله تعالى وعنايته.

7. يُفسد العلاقات الاجتماعية: الطمع في الدنيا يفسد العلاقات الاجتماعية، ويجعل الإنسان يقطع صلة الرحم، ويتخاصم مع أهله وأصدقائه، ويتنافس معهم على الدنيا الفانية.

كيفية التخلص من الطمع في الدنيا:

1. الزهد في الدنيا: الزهد في الدنيا هو ترك الحرص عليها وعدم التعلق بها، والإقتناع بالقليل، والرضا بما قسمه الله تعالى.

2. التفكر في الآخرة: التفكر في الآخرة يُذكّر الإنسان بأن الدنيا فانية وأن الآخرة هي الباقية، وأن ما يُنفق في سبيل الله تعالى هو الذي يبقى للإنسان وينفعه في الآخرة.

3. الصبر على المصائب: الصبر على المصائب يُعلّم الإنسان أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأن المصائب هي من سنن الله تعالى في خلقه، وأن الصبر عليها يُكفّر عن الذنوب ويرفع درجات الإنسان في الجنة.

4. الإحسان إلى الآخرين: الإحسان إلى الآخرين يُخفف من حدة الطمع في الدنيا، ويجعل الإنسان يشعر بالسعادة والرضا، لأن الله تعالى يُحِب المحسنين ويُجزيهم خيرًا.

5. التوكل على الله تعالى: التوكل على الله تعالى يجعل الإنسان يعتمد على الله تعالى في رزقه وفي كل أموره، ويجعله يرضى بما قسمه الله تعالى له، ولا يحزن على ما فاته.

6. الدعاء إلى الله تعالى: الدعاء إلى الله تعالى يُساعد الإنسان على التخلص من الطمع في الدنيا، لأن الله تعالى هو الغني الحميد، وهو الذي يعطي ويمنع، وهو الذي يُرزق من يشاء بغير حساب.

7. مراقبة الله تعالى: مراقبة الله تعالى تجعل الإنسان يخاف من الله تعالى ويتجنب الطمع في الدنيا، لأنه يعلم أن الله تعالى يرى كل شيء ويعلم كل سر.

الخاتمة:

الطمع في الدنيا من الأمراض القلبية الخطيرة التي تصيب الإنسان، وهو من أسباب الشقاء والتعاسة في الدنيا والآخرة، فالمطمع في الدنيا دائمًا ما يكون قلقًا ومتوترًا، خائفًا من فقد ما يملك، ولا يشعر بالرضا أبدًا، مهما كثر ماله وولده.

والتخلص من الطمع في الدنيا يكون بالزهد فيها والتفكر في الآخرة والصبر على المصائب والإحسان إلى الآخرين والتوكل على الله تعالى والدعاء إليه تعالى ومراقبته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *