الله ينتقم من كل ظالم

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. أما بعد،،،

فإن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان هو من أكبر الكبائر التي نهى عنها الله عز وجل، وقد توعد الظالمين بعقاب شديد في الدنيا والآخرة، وإن الله ينتقم من كل ظالم، ولو بعد حين.

العقاب الدنيوي:

1. الذل والهوان:

يُذل الظالم في الدنيا أمام الناس، ويُسلب منه عزه وكرامته.

يُصبح الظالم منبوذاً مكروهاً بين الناس، ولا يجد من يسانده أو ينصره.

يُحرم الظالم من الخير والبركة في حياته، ويُصاب بالفقر والبؤس والشقاء.

2. الفتن والمحن:

يُبتلى الظالم بالفتن والمحن في حياته، كالحروب والكوارث الطبيعية والأمراض العضال.

يُصبح الظالم حائراً تائهاً في حياته، ولا يجد طريق الخلاص والنجاة.

يُعذب الظالم في قبره، ويُنكّل به حتى يأتي يوم القيامة.

3. العقاب الأخروي:

يُحاسب الظالم يوم القيامة على جميع ظلمه وجرائمه.

يُعذب الظالم في نار جهنم، ويُذوق من العذاب ما لم يذقه أحد من قبل.

يُحرم الظالم من دخول الجنة، ويُخلد في نار جهنم إلى الأبد.

العدل الإلهي:

1. العدل المطلق:

الله عز وجل هو العدل المطلق، ولا يظلم أحداً من خلقه.

يُجازي الله الظالمين على ظلمهم، وينتقم منهم ولو بعد حين.

يُدافع الله عن المظلومين، وينصرهم على الظالمين.

2. الحكمة الإلهية:

إن انتقام الله من الظالمين هو حكمة إلهية بالغة.

يُريد الله عز وجل أن يُظهر عدله وقدرته، وأن يُحذر الناس من الظلم.

يُريد الله عز وجل أن يُعاقب الظالمين على ظلمهم، وأن يُكفّر عن ذنوبهم.

3. الرحمة الإلهية:

إن انتقام الله من الظالمين لا ينافي رحمته ورأفته بعباده.

يُريد الله عز وجل أن يُردع الظالمين عن ظلمهم، وأن يُنقذ المظلومين من ظلمهم.

يُريد الله عز وجل أن يُقيم العدل في الأرض، وأن يُحفظ حقوق الناس.

موقف العبد من الظلم:

1. النهي عن الظلم:

نهى الله عز وجل عن الظلم بكل أشكاله وأنواعه.

قال الله تعالى: “وَلا تَظْلِمُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” (هود: 18).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.

2. الحذر من الظلم:

يجب على المسلم أن يحذر من الظلم، ولو كان قليلاً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “ظلم العادل أشد من عدل الظالم”.

3. الانتصار للمظلومين:

يجب على المسلم أن ينتصر للمظلومين، وأن يدافع عنهم ضد الظالمين.

قال الله تعالى: “وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ” (العصر: 3).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه”.

الخاتمة:

إن الظلم من أكبر الكبائر التي نهى الله عز وجل عنها، وقد توعد الظالمين بعقاب شديد في الدنيا والآخرة. وإن الله ينتقم من كل ظالم، ولو بعد حين. فلنحذر من الظلم، ولننتصر للمظلومين، ولنكن عباداً صالحين يحبهم الله ويرضى عنهم. والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *