اللهم أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك

العنوان: اللهم أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى هو الشافي، ولا شفاء إلا شفاؤه، وهو القادر على شفاء جميع الأمراض والأسقام، وهو الذي يمنح العافية والصحة، وهو الذي يرد البصر للمكفوفين، والسمع للصم، والكلام للخرس، والحركة للمقعدين، ويجعل المرضى أصحاء معافين، بقدرته سبحانه وتعالى.

1) صفات الله تعالى فيما يتعلق بالشفاء:

– الله تعالى هو الشافي: قال الله تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80].

– الله تعالى قادر على شفاء جميع الأمراض: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 20].

– الله تعالى يمنح العافية والصحة: قال الله تعالى: {وَآتَاكُم مِن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها} [إبراهيم: 34].

2) أنواع الشفاء:

– الشفاء التام: وهو زوال المرض تمامًا وعدم عودته مرة أخرى.

– الشفاء المؤقت: وهو زوال المرض لفترة من الزمن ثم يعود مرة أخرى.

– الشفاء من الأمراض الظاهرة: وهو زوال المرض الذي يمكن رؤيته بالعين.

– الشفاء من الأمراض الباطنة: وهو زوال المرض الذي لا يمكن رؤيته بالعين.

3) أسباب الشفاء:

– فضل الله تعالى: قال الله تعالى: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: 17].

– الدعاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [أبو داود].

– الأدوية: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله أنزل الداء وأنزل الدواء، فتعالجوا ولا تداووا بحرام” [أبو داود].

4) فوائد الشفاء:

– القدرة على العبادة: قال الله تعالى: {وَمَن يَحْيِهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].

– القدرة على العمل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ” [البخاري].

– القدرة على الاستمتاع بالحياة: قال الله تعالى: {خُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28].

5) آداب التعامل مع المرض:

– الصبر: قال الله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالزَّرْعِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

– الرضا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له” [مسلم].

– الدعاء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” [أبو داود].

6) قصص الشفاء في القرآن والسنة:

– شفاء أيوب عليه السلام: قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} [ص: 41].

– شفاء مريم عليها السلام: قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 42].

– شفاء أصحاب الكهف: قال الله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَلَا تَتَّخِذْ حَبَّكَ نَخِرًا وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ} [البقرة: 259].

7) الحكمة من وجود المرض:

– ابتلاء من الله تعالى: قال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 35].

– تكفير السيئات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” [البخاري].

– رفع الدرجات: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط” [الترمذي].

الخاتمة:

نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالشفاء والعافية، وأن يرد علينا مرضانا بالصحة والمعافاة، وأن يجعلنا من الشاكرين الحامدين له على نعمه الظاهرة والباطنة، والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *