اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا من الغافلين

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن ذكر الله تعالى أحد أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يواظب عليها، فذكر الله هو غذاء الروح والطمأنينة للقلب، وفي الحديث القدسي: “أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٍ منه”.

1. فضل ذكر الله تعالى:

فضل ذكر الله تعالى كبير، وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من النصوص التي تحث على ذكر الله تعالى وتبين فضله، ومن ذلك:

قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأحزاب:41].

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:29-30].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟” قالوا: “بلى يا رسول الله”، قال: “ذكر الله تعالى”.

2. آداب ذكر الله تعالى:

هناك بعض الآداب التي يجب على المسلم أن يراعها عند ذكره لله تعالى، ومن ذلك:

الإخلاص لله تعالى في الذكر، فلا يذكر الله تعالى إلا رجاء ثوابه وخوف عقابه.

الخشوع والتذلل لله تعالى عند الذكر، والإحساس بعظمته وجلاله.

استحضار معنى الذكر في القلب، فلا يذكر الله تعالى بلسانه فقط، بل يتأمل معنى الذكر ويتدبره.

الالتزام بذكر الله تعالى في جميع الأحوال والأوقات، في السراء والضراء، في الفرح والحزن.

3. أنواع ذكر الله تعالى:

ذكر الله تعالى أنواع عديدة، ومن ذلك:

الذكر اللساني: وهو ترديد أسماء الله تعالى وصفاته وأذكار معينة، مثل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير.

الذكر القلبي: وهو التفكر في عظمة الله تعالى وجلاله وقدرته، وتدبر أسمائه وصفاته، والإحساس بحضوره تعالى في كل مكان.

الذكر العملي: وهو القيام بالأعمال الصالحة التي أمر الله تعالى بها، مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

4. فوائد ذكر الله تعالى:

ذكر الله تعالى له فوائد عديدة، منها:

يطمئن القلب ويذهب الهم والغم.

يزيد المحبة بين العبد وربه.

يقرب العبد من الله تعالى.

يحفظ العبد من المعاصي والذنوب.

يجعل العبد من أهل الجنة.

5. ذكر الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية:

ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على ذكر الله تعالى وتبين فضله، ومن ذلك:

قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأحزاب:41].

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:29-30].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟” قالوا: “بلى يا رسول الله”، قال: “ذكر الله تعالى”.

6. ذكر الله تعالى في حياة الصحابة والتابعين:

كان الصحابة والتابعون حريصين على ذكر الله تعالى في جميع أحوالهم وأوقاتهم، وكانوا يذكرون الله تعالى في الصباح والمساء، وفي السراء والضراء، وفي الحرب والسلم، وفي السفر والحضر.

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: “لو أن لي ليلة واحدة أعبد الله فيها كما أمرني، لكان ذلك أحب إليَّ من الدنيا وما فيها”.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “ذكر الله تعالى نور القلوب، وبصائر العقول، ونجاة الأرواح، وفرح النفوس”.

7. ذكر الله تعالى في حياة المتصوفة:

كان المتصوفة حريصين على ذكر الله تعالى، وكانوا يرون أن الذكر هو أهم العبادات وأفضلها، وكانوا يذكرون الله تعالى في جميع أحوالهم وأوقاتهم، وكانوا يذكرون الله تعالى باللسان والقلب والجوارح.

كان الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه يقول: “ذكر الله تعالى هو الغاية التي ينبغي أن يسعى إليها العبد، وهو أفضل العبادات وأجلها، وهو حياة القلوب ونورها”.

وقال الشيخ محيي الدين بن عربي رضي الله عنه: “ذكر الله تعالى هو عبادة القلب، وهو أعلى العبادات وأكملها، وهو الذي يوصل العبد إلى الله تعالى”.

الخاتمة:

إن ذكر الله تعالى من أهم العبادات التي يجب على المسلم أن يواظب عليها، فذكر الله تعالى هو غذاء الروح والطمأنينة للقلب، وهو يقي العبد من المعاصي والذنوب، ويجعله من أهل الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *