المقدمة:
نبدأ مقالتنا اليوم بعبارة “اللهم أنت أنت انقطع الرجاء إلا منك”، وهي عبارة تحمل معانٍ عميقة في قلب المؤمنين الذين يضعون كل ثقتهم ورجائهم في الله وحده، والذين يدركون أن لا ملجأ إلا إليه، فالله هو الملجأ والأمان والحصن الحصين، وهو الذي ينقذ عباده من الضيق والشدة والكرب، وهو الذي يفرج همومهم وييسر أمورهم.
1. التوكل على الله وحده:
الخطوة الأولى في رحلة الإيمان هي التوكل على الله وحده، والثقة في أنه هو وحده القادر على تغيير الأحوال، وأن لا قوة في السماوات والأرض إلا قوته، وأنه هو الذي بيده الخير كله، وهو الذي يملك الضر والنفع، وهو الذي يقلب القلوب ويغير الأحوال، فمن توكل على الله وحده، وقطع رجاءه من سواه، فإن الله لن يخذله أبدًا.
2. اليأس من الخلق والإقبال على الخالق:
عندما ينقطع الرجاء من الخلق، ويتحول الأمل إلى اليأس، فإن المؤمن لا ييأس من رحمة الله، بل يزداد إيمانه وثقته في الله، ويقبل عليه بكل قلبه، ويجعل رجاءه فيه وحده، فالله هو الغني عن العالمين، وهو الذي لا يحتاج إلى أحد، وهو الذي يغني عباده ويفيض عليهم من فضله، فمن أقبل على الله وحده، قطع رجاءه من سواه، ولم يلتفت إلى أحد غيره.
3. الصبر على البلاء واليقين بحكمة الله:
قد يبتلي الله عباده بالمصائب والابتلاءات، ولكن المؤمن لا يجزع ولا ييأس، بل يصبر على البلاء ويحتسبه عند الله، ويثق بأن الله حكيم عليم، وأن ما يصيبه من بلاءٍ أو مكروهٍ هو خير له، وإن لم يدركه في الحال، فإنه سيعلم حكمة الله في ذلك في الآخرة، فالصبر على البلاء واليقين بحكمة الله من أهم أسباب قطع الرجاء من الخلق والإقبال على الخالق.
4. الدعاء والتضرع إلى الله:
عندما ينقطع الرجاء من الخلق، ويلجأ المؤمن إلى الله وحده، فإن الدعاء إلى الله والتضرع إليه هو السلاح الأقوى الذي يمتلكه المؤمن، فالدعاء هو حبل الوصل بين العبد وربه، وهو الوسيلة لإيصال الحاجات والطلبات إلى الله، فالمؤمن الذي يقطع رجاءه من سواه، لا يقطع رجاءه من ربه، بل يزداد دعاءً وتضرعًا إليه، ويوقن أن الله سيستجيب دعاءه في الوقت المناسب.
5. التوكل على الله في الرزق:
الرزق هو قوت العبد الذي قدره الله له، وقد يضيق الرزق على المؤمن في بعض الأحيان، ولكن المؤمن لا ييأس ولا يقنط، بل يقطع رجاءه من الخلق، ويتوكل على الله وحده في الرزق، ويثق بأن الله هو الرزاق، وأن لا رازق غيره، وأن الله قادر على أن يرزقه من حيث لا يحتسب، فمن توكل على الله في الرزق، وقطع رجاءه من سواه، فإن الله سيرزقه من حيث لا يحتسب.
6. التوكل على الله في الشفاء:
قد يمرض المؤمن ويصيبه المرض، ولكن المؤمن لا ييأس من شفائه، بل يقطع رجاءه من الخلق، ويتوكل على الله وحده في الشفاء، ويثق بأن الله هو الشافي المعافي، وأن لا شافي غيره، وأن الله قادر على أن يشفيه من أي مرض، فمن توكل على الله في الشفاء، وقطع رجاءه من سواه، فإن الله سيشفيه من مرضه، وسيمن عليه بالصحة والعافية.
7. التوكل على الله في قضاء الحوائج:
قد تكون لدى المؤمن حوائج وأمور يريد تحقيقها، ولكن المؤمن لا يترك الأمور تسير كما تشاء، بل يسعى ويجتهد لتحقيقها، ولكن مع ذلك، لا يقطع رجاءه من الخلق، بل يقطع رجاءه من سواه، ويتوكل على الله وحده في قضاء حوائجه، ويثق بأن الله هو الذي يقضي الحوائج، وأن لا قضاء حوائج إلا بيده، فمن توكل على الله في قضاء حوائجه، وقطع رجاءه من سواه، فإن الله سيقضي حوائجه، وسييسر له الأمور.
الخاتمة:
وبعد أن تعرفنا على معنى قطع الرجاء من الخلق والإقبال على الخالق، وعلى أهمية التوكل على الله وحده، وفضل الدعاء والتضرع إلى الله، نختتم مقالتنا هذه بالقول إن المؤمن الذي يقطع رجاءه من الخلق، ويتوكل على الله وحده، هو المؤمن الذي يذوق حلاوة الإيمان، ويشعر بقرب الله منه، وينعم براحة البال والطمأنينة في قلبه، فاللهم اجعلنا من المتوكلين عليك، واجعلنا من الذين ينقطع رجاءهم إلا منك.