المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،،،
فإن من أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يرددها هي: “اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً”. فالعلم النافع هو الذي ينفع صاحبه في دينه ودنياه، وهو الذي يزيده إيماناً وتقوى، ويجعله من العاملين الصالحين. أما الرزق الطيب فهو الذي يكفي صاحبه حاجته، ويجعله في غنى عن الناس، وهو الذي يكون حلالاً طيباً، خالياً من الشبهة. وأما العمل المتقبل فهو العمل الذي يرضاه الله تعالى، ويكون خالصاً لوجهه الكريم، وهو الذي يكون موافقاً لشرعه الحنيف.
العلم النافع
1. العلم النافع هو الذي ينفع صاحبه في دينه ودنياه، وهو الذي يزيده إيماناً وتقوى، ويجعله من العاملين الصالحين.
2. العلم النافع هو الذي يجعل صاحبه قادراً على فهم كتاب الله وسنة نبيه، والعمل بهما، والدعوة إليهما.
3. العلم النافع هو الذي يحث صاحبه على فعل الخيرات واجتناب المنكرات، ويكسبه الأخلاق الحميدة، ويجعله قدوة حسنة بين الناس.
الرزق الطيب
1. الرزق الطيب هو الذي يكفي صاحبه حاجته، ويجعله في غنى عن الناس، وهو الذي يكون حلالاً طيباً، خالياً من الشبهة.
2. الرزق الطيب هو الذي يكون مكتسباً بالطرق المشروعة، والتي لا تخالف شرع الله تعالى، ولا تضر بالآخرين.
3. الرزق الطيب هو الذي يكون مباركاً، ويكون سبباً في زيادة الخير والبركة لصاحبه، ويكسبه محبة الناس وثقتهم.
العمل المتقبل
1. العمل المتقبل هو العمل الذي يرضاه الله تعالى، ويكون خالصاً لوجهه الكريم، وهو الذي يكون موافقاً لشرعه الحنيف.
2. العمل المتقبل هو العمل الذي يكون نابعاً من قلب سليم، نقي من الشوائب والرياء، ويكون خالصاً لله وحده لا شريك له.
3. العمل المتقبل هو العمل الذي يكون موافقاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون مطابقاً لسنة نبيه، ويكون مخالفاً لأهواء النفس وشهواتها.
فضل العلم النافع
1. إن العلم النافع هو سبب من أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له طريقاً إلى الجنة”.
2. العلم النافع هو سبب من أسباب رفع الدرجات في الجنة، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب”.
3. العلم النافع هو سبب من أسباب محبة الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب العبد العالم العامل”.
فضل الرزق الطيب
1. الرزق الطيب هو سبب من أسباب بركة العمر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الرزق الحلال يزيد في العمر، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار”.
2. الرزق الطيب هو سبب من أسباب زيادة النعم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليرزق العبد من حيث لا يحتسب”.
3. الرزق الطيب هو سبب من أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من اكتسب مالاً من حلال، أنفق منه في حلال، أدخله الله به الجنة”.
فضل العمل المتقبل
1. العمل المتقبل هو سبب من أسباب دخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون”.
2. العمل المتقبل هو سبب من أسباب رفع الدرجات في الجنة، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم المساكين، وآوى اليتيم، وأفشى السلام، وصام النهار، وقام الليل، وكان بالناس رحيماً”.
3. العمل المتقبل هو سبب من أسباب محبة الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تبارك وتعالى قال: من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه”.
الخاتمة
نسأل الله تعالى أن يرزقنا علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً، إنه سميع مجيب الدعاء. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.