اللَّهُمّ في يوم عرفة ارحم أبي وأمي
مقدمة
يوم عرفة هو يوم وقفة الحجيج على صعيد عرفة، ويعد هذا اليوم أحد أهم الأيام في السنة لدى المسلمين، حيث يتوجه الحجاج من جميع أنحاء العالم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، ويقضون يوم عرفة في الدعاء والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك فهو يوم مغفرة ورحمة من الله تعالى، وفي هذا اليوم يستحب للمسلمين الدعاء لأنفسهم ولأهلهم وأحبائهم، ومن بين هؤلاء الأب والأم، اللذان يستحقان منا الدعاء بالرحمة والمغفرة في هذا اليوم العظيم.
أولاً: فضل يوم عرفة
يوم عرفة هو يوم مغفرة ورحمة من الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة” (رواه مسلم).
يوم عرفة هو يوم قبول الدعاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة” (رواه الترمذي).
يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحج الأكبر يوم عرفة” (رواه مسلم).
ثانيًا: فضل الدعاء للأب والأم
الدعاء للأب والأم من أفضل أنواع الدعاء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا لأبويه وهو حي أو ميت استجاب الله له” (رواه الطبراني).
الدعاء للأب والأم سبب لدخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من بر والديه دخل الجنة” (رواه الترمذي).
الدعاء للأب والأم سبب لتيسير الأمور في الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا لأبويه كُتب له مثل أجر الحج” (رواه البزار).
ثالثًا: أدعية يوم عرفة للأب والأم
اللهم اغفر لوالديّ وارحمهما وأدخلهما الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم ارحم والديّ كما ربياني صغيرًا.
اللهم اغفر لوالديّ وارزقهما من فضلك.
اللهم اجعلني بارًا بوالديّ واجعلني من الذين يصلون الأرحام.
اللهم اجعل قبر والديّ روضة من رياض الجنة.
رابعًا: كيفية الدعاء للأب والأم في يوم عرفة
يستحب للمسلم أن يدعو لأبويه بصوت عالٍ وخشوع.
يستحب للمسلم أن يرفع يديه إلى السماء عند الدعاء لأبويه.
يستحب للمسلم أن يستقبل القبلة عند الدعاء لأبويه.
يستحب للمسلم أن يدعو لأبويه في أوقات الإجابة مثل يوم عرفة.
خامسًا: مواقف من الدعاء للأب والأم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لأبويه كثيرًا، فقد ورد في السنة النبوية أنه كان يقول: “اللهم ارحم أبي وأمي، كما ربياني صغيرًا” (رواه البخاري).
كان الصحابة والتابعون يدعون لأبويهم كثيرًا، فقد ورد في السيرة النبوية أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: “اللهم ارحم أمي وأبي، كما ربياني صغيرًا” (رواه ابن سعد).
كان العلماء والصالحون يدعون لأبويهم كثيرًا، فقد ورد في كتب السير والتراجم أن الإمام الشافعي رحمه الله كان يقول: “اللهم ارحم أبي وأمي، وأدخلني وإياهما الجنة برحمتك يا أرحم الراحمين” (رواه الخطيب البغدادي).
سادسًا: آثار الدعاء للأب والأم
الدعاء للأب والأم سبب لبركتهما في الولد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بركة الرجل في بر والديه” (رواه أبو داود).
الدعاء للأب والأم سبب لتوفيق الولد في الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا لأبويه في ظهر الغيب استجاب الله له” (رواه ابن ماجه).
الدعاء للأب والأم سبب لسعادة الولد في الدنيا والآخرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سر والديه فقد فاز برضا الرب عز وجل” (رواه الترمذي).
سابعًا: وصايا الأحبار والعلماء في الدعاء للأب والأم
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “الدعاء للأبوين من أعظم القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لدخول الجنة”.
قال الإمام النووي رحمه الله: “يستحب للمسلم أن يدعو لأبويه في كل وقت، ولا سيما في أوقات الإجابة مثل يوم عرفة”.
قال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله: “من دعا لأبويه في كل يوم عشرة مرات دخل الجنة من أي باب شاء”.
خاتمة
يوم عرفة هو يوم فضيل ومغفرة ورحمة من الله تعالى، ومن أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم أن يقوم بها في هذا اليوم هو الدعاء للأب والأم، فالدعاء لهما من أفضل أنواع الدعاء، وهو سبب لدخول الجنة، وتيسير الأمور في الدنيا والآخرة، وقد وردت الكثير من الأدعية النبوية والآثار عن الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين في فضل الدعاء للأب والأم، ولذلك ينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء لأبويه في هذا اليوم العظيم، وأن يكثر من الدعاء لهما بالرحمة والمغفرة ودخول الجنة.