اللهم لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن من أعظم النعم التي أنعم بها الله تعالى على عباده هي نعمة الصحة والعافية، فبالصحة يستطيع الإنسان أن يؤدي عباداته ويقوم بأعماله وينعم بالحياة، وبالعافية يتجنب الأمراض والأسقام التي قد تؤدي إلى الضعف والإعاقة وحتى الموت.

ولأن الله تعالى هو وحده القادر على الشفاء من الأمراض، فقد أمرنا بأن ندعوه ونتضرع إليه بالشفاء، قال تعالى: {وإذا مرضت فهو يشفين}.

وهناك أدعية كثيرة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في طلب الشفاء، ومن أفضلها وأشهرها الدعاء الذي علمه للنبي موسى عليه السلام فقال: “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما”.

1. فضل هذا الدعاء:

هذا الدعاء من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد علمه للنبي موسى عليه السلام، وهذا يدل على فضله وعظمته.

هذا الدعاء جامع مانع، فهو يشمل جميع أنواع الأمراض والأسقام، سواء كانت أمراضًا عضوية أو أمراضًا نفسية.

هذا الدعاء يطلب الشفاء من الله تعالى وحده، ولا يطلب الشفاء من غيره، وهذا يدل على التوحيد الخالص لله تعالى.

2. معنى الشفاء في هذا الدعاء:

الشفاء في هذا الدعاء لا يقتصر على الشفاء من الأمراض الجسدية فقط، بل يشمل الشفاء من الأمراض النفسية والعقلية والروحية أيضًا.

الشفاء في هذا الدعاء هو شفاء تام وكامل، لا يعود بعده المرض أبدًا.

الشفاء في هذا الدعاء هو شفاء لا يغادر سقما، أي أنه شفاء يزيل جميع آثار المرض وآلامه.

3. شروط الدعاء بهذا الدعاء:

الإخلاص لله تعالى في الدعاء، وقصد وجهه الكريم وحده.

اليقين بأن الله تعالى هو وحده القادر على الشفاء من الأمراض.

التضرع والخشوع والبكاء عند الدعاء.

تكرار الدعاء والإلحاح فيه.

الدعاء في الأوقات الفاضلة، مثل الثلث الأخير من الليل ويوم الجمعة.

4. مواطن الدعاء بهذا الدعاء:

عند الشعور بأي مرض أو ألم.

عند زيارة المريض.

عند سماع خبر مرض أحد الأقارب أو الأصدقاء.

عند الدعاء للمريض الغائب.

عند الدعاء لنفسك أو لأهلك بالصحة والعافية.

5. فوائد الدعاء بهذا الدعاء:

استجابة الدعاء ونيل الشفاء من الله تعالى.

زيادة الإيمان والتوكل على الله تعالى.

الشعور بالسكينة والطمأنينة.

تحسين الحالة النفسية للمريض.

تسريع عملية الشفاء.

6. قصص عن فضل الدعاء بهذا الدعاء:

ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من عبد يقول إذا أمسى: اللهم إني أسألك عافية في بدني وعافية في سمعي وعافية في بصري وعافية في قلبي وعافية في أهلي ومالي إلا عافاه الله تعالى”.

وروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول عند نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم لا شفاء إلا شفاؤك، اللهم اشف محمدًا”.

وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أُغتال من تحتي”.

الختام:

نسأل الله تعالى أن يمن علينا بالصحة والعافية في الدنيا والآخرة، وأن يشفي جميع مرضانا ومرضى المسلمين، وأن يرزقنا شفاءً لا يغادر سقما، إنه سميع مجيب الدعاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *