اللهم لاتدع لنا ذنبا إلا غفرته
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن من أعظم الأذكار وأفضل الأدعية التي يرددها المسلم في ليله ونهاره هو الدعاء الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو: “اللهم لاتدع لنا ذنباً إلا غفرته”.
1. فضل هذا الدعاء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال إذا أصبح وإذا أمسى: اللهم لاتدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا حاجة هي لك إلا قضيتها، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، كتبت له براءة من النار وأعطي الجنة”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم لاتدع لنا ذنباً إلا غفرته، كتب له براءة من النار، وإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الذين كانوا يقولون: اللهم لاتدع لنا ذنباً إلا غفرته؟ فيقومون وهم يمشون على نور وجوههم حتى يدخلوا الجنة”.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم لاتدع لنا ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا سقماً إلا شفيته، ولا ميتاً إلا رحمته، كتبت له براءة من النار وأعطي الجنة”.
2. معنى هذا الدعاء
معنى هذا الدعاء: أن المسلم يسأل الله تعالى أن لا يترك له ذنباً إلا غفره له، وأن يتجاوز عنه ويرحمه.
والذنوب هي المعاصي والآثام التي يرتكبها الإنسان، وهي مخالفة أوامر الله تعالى ونواهيه.
والغفران هو العفو عن الذنوب والتجاوز عنها، وهو من صفات الله تعالى التي يختص بها.
3. أهمية هذا الدعاء
إن هذا الدعاء من أهم الأدعية التي يجب على المسلم أن يرددها في ليله ونهاره، لأنه يطلب من الله تعالى أن يغفر له ذنوبه ويتجاوز عنه.
والذنوب مهما كانت صغيرة أو كبيرة فإنها تؤثر على حياة المسلم في الدنيا والآخرة.
ففي الدنيا قد تؤدي الذنوب إلى ابتلاء المسلم بالمصائب والشدائد، وقد تؤدي إلى حرمانه من الرزق والتوفيق.
وفي الآخرة قد تؤدي الذنوب إلى دخول المسلم النار والعياذ بالله.
4. شروط قبول هذا الدعاء
أن يكون الداعي صادقاً في دعائه، وأن يكون مخلصاً لله تعالى.
أن يكون الداعي مواظباً على طاعة الله تعالى، وأن يجتنب المعاصي والآثام.
أن يكون الداعي مستغفراً لذنوبه وتائباً منها إلى الله تعالى.
5. مواطن هذا الدعاء
يمكن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في أي وقت وفي أي مكان.
لكن من أفضل مواطن هذا الدعاء:
عند النوم.
عند الاستيقاظ من النوم.
عند الخروج من المنزل.
عند الدخول إلى المنزل.
عند دخول المسجد.
عند الخروج من المسجد.
6. آثار هذا الدعاء
إن لهذا الدعاء آثاراً عظيمة في حياة المسلم، منها:
غفران الذنوب والتجاوز عنها.
نيل رضا الله تعالى.
دخول الجنة والنجاة من النار.
7. خاتمة
ختاماً، فإن هذا الدعاء من أفضل الأدعية التي يجب على المسلم أن يرددها في ليله ونهاره، لما له من فضل كبير وأهمية عظيمة. فنسأل الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا ويتجاوز عنا، وأن يرحمنا برحمته الواسعة.