اللهم اكتب لنا الخير في كل أمورنا

اللهم اكتب لنا الخير في كل أمورنا

اللهم اكتب لنا الخير في كل أمورنا

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد،

فإن من أسماء الله الحسنى “الخير”، وقد جاء في القرآن الكريم في سورة البقرة قوله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.

ومن هنا نعلم أن الله تعالى مستجيب الدعاء، وأنه يحب أن يسأله عباده الخير، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء بالخير في جميع أمورنا، فقال: “اللهم اكتب لنا الخير في كل أمورنا، ظاهره وباطنه، أوله وآخره”.

الفقرات السبعة

أولاً: فضل الدعاء بالخير

1. الدعاء بالخير من أعظم العبادات، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة”.

2. الدعاء بالخير سبب لنزول الرحمات والبركات من الله تعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينزل من السماء رزقاً، ويرد القدر المحتوم”.

3. الدعاء بالخير سبب لدفع البلاء والشر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء يرد البلاء، ويحط الخطيئة، وينفع الأحياء والأموات”.

ثانياً: آداب الدعاء بالخير

1. الإيمان بالله تعالى وتوحيده، وأن الله وحده هو المستجيب للدعاء، كما قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ”.

2. الإخلاص لله تعالى في الدعاء، وعدم إشراك أحد معه، كما قال تعالى: “وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ”.

3. الدعاء بالخير لنفسك ولغيرك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من دعا لأخيه بظهر الغيب قال ملك: ولك بمثله”.

ثالثاً: أنواع الدعاء بالخير

1. الدعاء بالخير في الدين والدنيا والآخرة، كما قال تعالى: “رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.

2. الدعاء بالخير في الصحة والمال والولد، كما قال تعالى: “وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ”.

3. الدعاء بالخير في النصر على الأعداء والظالمين، كما قال تعالى: “رَبَّنَا اِنصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”.

رابعاً: أوقات الدعاء بالخير

1. الدعاء بالخير في السجود، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء”.

2. الدعاء بالخير في جوف الليل، كما قال تعالى: “وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.

3. الدعاء بالخير بعد الصلوات المكتوبة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بعد المكتوبة مقبول، فادعوا”.

خامساً: صيغ الدعاء بالخير

1. الدعاء بالخير بصيغة الأمر، كما قال تعالى: “رَبِّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”.

2. الدعاء بالخير بصيغة الخبر، كما قال تعالى: “رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”.

3. الدعاء بالخير بصيغة الاستفهام، كما قال تعالى: “أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ”.

سادساً: الدعاء بالخير وأفعال العباد

1. الدعاء بالخير لا يغني عن العمل، بل يجب على المسلم أن يجتهد في العمل الصالح والدعاء بالخير، كما قال تعالى: “وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى”.

2. الدعاء بالخير لا يمنع وقوع البلاء والشر إذا كان ذلك مقدراً من الله تعالى، ولكن الدعاء قد يخفف من البلاء والشر، كما قال تعالى: “وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”.

3. الدعاء بالخير يزيد من إيمان المسلم وتوكله على الله تعالى، ويجعله أكثر رضا بقضاء الله وقدره، كما قال تعالى: “إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ”.

سابعاً: الدعاء بالخير والخاتمة الحسنة

1. الدعاء بالخير سبب لحسن الخاتمة، كما قال تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”.

2. الدعاء بالخير سبب لدخول الجنة، كما قال تعالى: “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ”.

3. الدعاء بالخير سبب لرضا الله تعالى عن العبد، كما قال تعالى:

أضف تعليق