اللهم من أرادنا بسوء فاجعل كيده في نحره
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم ما يتعرض له المسلمون في حياتهم هو الشر والحسد والكيد، فقد قال تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} [القلم: 51]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ يُنْفِقُونَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأعراف: 116].
وقد ورد في السنة النبوية الشريفة العديد من الأحاديث التي تحذر من شر الحسد والكيد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب” [رواه أبو داود والترمذي].
أنواع الكيد:
الكيد أنواع عديدة، منها:
1. الكيد السحري: وهو أن يستعين الكائد بالسحر والشعوذة لإيذاء من يريد الكيد له.
2. الكيد الشيطاني: وهو أن يستعين الكائد بالشياطين لإيذاء من يريد الكيد له.
3. الكيد الإنساني: وهو أن يستعين الكائد بمكر البشر وخداعهم لإيذاء من يريد الكيد له.
أسباب الكيد:
قد يكون للكيد أسباب عديدة، منها:
1. الحسد: وهو أن يتمنى الكائد زوال نعمة من شخص آخر.
2. الغضب: وهو أن ينفعل الكائد على شخص آخر بسبب أمر ما.
3. الانتقام: وهو أن يسعى الكائد لإلحاق الأذى بشخص آخر انتقامًا منه.
4. الغيرة: وهي أن يشعر الكائد بالضيق من نجاح أو تفوق شخص آخر.
أضرار الكيد:
قد يلحق الكيد أضرارًا كثيرة بالفرد والمجتمع، منها:
1. الأضرار النفسية: فقد يتسبب الكيد في إصابة الشخص المستهدف بالقلق والتوتر والاكتئاب.
2. الأضرار الاجتماعية: فقد يتسبب الكيد في تفكك الأسرة وانهيار المجتمع.
3. الأضرار المادية: فقد يتسبب الكيد في خسارة الشخص المستهدف لأمواله أو ممتلكاته.
الحماية من الكيد:
هناك العديد من الأمور التي يمكن للمسلم أن يفعلها لحماية نفسه من الكيد، منها:
1. التحصن بالله تعالى: وذلك بقراءة القرآن الكريم والأذكار والأدعية.
2. التوكل على الله تعالى: وذلك بالإيمان بأن الله وحده هو الذي يدبر الأمور ويحمي عباده من شرور الناس.
3. الإحسان إلى الناس: وذلك بأن يعامل المسلم الناس بالحسنى ويدعو لهم بالخير.
4. الصبر على البلاء: وذلك بأن يتحمل المسلم الأذى الذي يصيبه من الكائدين ولا يجزاهم بالمثل.
عقوبة الكيد:
وقد توعد الله تعالى الكائدين بعقاب شديد، فقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].
وقال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42].
الخاتمة:
والحاصل أن الكيد من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد حذر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم منه، وقد توعد الله تعالى الكائدين بعقاب شديد، فينبغي على المسلم أن يتقي الله تعالى وأن يحذر من الكيد للناس، وأن يلجأ إلى الله تعالى للحماية من الكائدين.